التخطي إلى المحتوى

 

توجه رئيس الوزراء مصطفى مدبولى و11 وزيرا إلى العاصمة الليبية طرابلس للقاء رئيس حكومة الوحدة الوطنية، لمناقشة عدد من الملفات والقضايا ذات الاهتمام والتعاون المشترك بين البلدين.
ودعت وزارة الخارجية المصرية في بيان لها عقب انتخابات السلطة التنفيذية الجديدة في ليبيا إلى إعلاء المصلحة العليا لبلادهم، وكذلك كافة الأطراف الدولية والاقليمية إلى دعم هذا المسار السلمي لتسوية الأزمة بما يُسهم في استعادة الاستقرار في ليبيا ويفضي إلى وقف التدخلات الخارجية في شئونها وخروج كافة المقاتلين الأجانب وفرض سيادة ليبيا على أراضيها.

ترتبط مصر وليبيا بعلاقات تاريخية ومتشعبة في المجالات المختلفة وتستند على مبادئ حسن الجوار والتعاون المشترك بين البلدين، وتعد القاهرة أحد أبرز الدول الداعمة للسلطة التنفيذية الجديدة في ليبيا بعد انتخابها من ملتقى الحوار الليبي.

وتعد مصر من أوائل الدول المرحبة بنتائج التصويت على اختيار السلطة التنفيذية من قِبل ملتقى الحوار السياسي الليبي في جنيف برعاية الأمم المتحدة، معربة عن التطلع إلى العمل مع السلطة الليبية المؤقتة خلال الفترة القادمة وحتى تسليم السلطة إلى الحكومة المُنتخبة بعد الانتخابات المقررة في 24 ديسمبر المقبل.

وتعد أول زيارة خارجية لرئيس الحكومة الليبية الجديدة عبد الحميد الدبيبة، بعد انتخابه كانت لمصر. وفيها عبر للرئيس عبد الفتاح السيسي عن تقدير واعتزاز بلاده، “بالجهود المصرية الصادقة والفعالة لحل الأزمة الليبية”. فيما أكد الرئيس السيسى استعداد مصر الكامل لدعم الليبيين بكافة الخبرات.

واحتضنت مصر عدة لقاءات لأبناء القبائل الليبية من مختلف المدن لدعم المصالحة الوطنية بين أبناء الوطن الواحد والوقوف على احتياجات أبناء ليبيا في ظل حالة عدم الاستقرار الأمني والسياسي التي شهدتها البلاد خلال السنوات الماضية.

سياسيا، حرص وفد دبلوماسي مصري على زيارة العاصمة طرابلس ومدينة بنغازى في ظل توجه الدولة المصرية نحو إعادة افتتاح السفارة المصرية في طرابلس والقنصلية العامة بمدينة بنغازى في وقت متزامن، وذلك بعد إغلاق السفارة المصرية بالعاصمة عام 2014.

ومن جانبه أعرب الجانب الليبى عن عميق الشكر والإمتنان بالجهود المبذولة من جمهورية مصر العربية قيادةً وحكومةً وشعباً للوقوف بجانب ليبيا فى أوقات المحن والشدائد ، مؤكداً على أهمية تلك المساعدات فى مساندة قطاع الصحة الليبى فى مواجهة التحديات التى يواجهها خاصة فى ظل إنتشار فيروس كورونا .

فيما أعلنت الخطوط الجوية الليبية استئناف رحلاتها إلى مصر بعد توقف دام 14 شهرا، وذلك بعد استقرار الأوضاع السياسية والعسكرية في البلاد ووجود رغبة مصرية في تسهيل انتقال أبناء الشعب الليبى إلى البلاد بغرض الدراسة أو العلاج أو السياحة.

يذكر أن رئيس الوزراء الليبى الجديد عبد الحميد الدبيبة قد عبر خلال زيارته الخارجية الأولى إلى القاهرة عن سعادته بلقاء الرئيس عبد الفتاح السيسى، مؤكدا أن الرئيس أبدى دعمه لحكومة الوحدة الوطنية.

وأوضح الدبيبة أن الرئيس السيسى أكد على أهمية وحدة التراب الليبي ووقف جميع أشكال الحرب بين الليبيين، معربا عن تطلعه إلى علاقة استراتيجية بين البلدين الشقيقين والاستفادة من الخبرات التي تتمتع بها مصر.

كان رئيس المجلس الرئاسى الليبى محمد المنفى قد أعرب عن خالص التقدير والعرفان للمساندة المصرية الصادقة لشقيقتها الليبية منذ اندلاع الأزمة بها وحتى الآن، وهو الأمر المتوقع من القيادة الحكيمة للرئيس عبد الفتاح السيسى، مثمناً فى هذا الإطار دور مصر الرائد، وجهودها الحثيثة والصادقة والمستمرة في دعم أشقائها في ليبيا فى إطار العلاقات الممتدة والأخوية التى تربط البلدين والشعبين الشقيقين، خاصةً عن طريق المساهمة فى توحيد الجيش الوطنى الليبى، فضلاً عن الدور الحيوى لنقل التجربة المصرية التنموية إلى ليبيا، والاستفادة من خبرة وإمكانات الشركات المصرية العريقة فى هذا الصدد.

كما أكد “المنفي” خلال زيارته الأخيرة إلى القاهرة للقاء الرئيس عبد الفتاح السيسى أن مصر كانت على الدوام العامل المرجح فى تفعيل ودعم جهود تسوية الأزمة الليبية فى مختلف المسارات السياسية والعسكرية والاقتصادية، وذلك فى ضوء أنها أكثر الدول درايةً بالواقع الليبي، معرباً عن عميق تقديره للرئيس السيسى والشعب المصرى، للوقوف بجانب أشقائهم الليبيين فى إدارة المرحلة الانتقالية، والتطلع لاستمرار تلك المساندة خلال الفترة القادمة لدعم تحملهم للمسئولية التاريخية الملقاة على عاتقهم.