التخطي إلى المحتوى
كتب :علاء قنديل
بعد أن وافقت الإدارة الأميركية أخيراً على إتمام صفقة صواريخ تكتيكية متطورة إلى القاهرة، من طراز رام بلوك2، فإن مصر على موعدٍ مع دفعة جديدة من التطوير التسليحي لقدرات قواتها المسلحة، وهو ما اعتبره نواب بلجنة الدفاع والأمن القومي بمجلس النواب المصري “استمراراً لتوثيق التعاون العسكري بين القاهرة وواشنطن، بما يعزز من قدرات البحرية المصرية لتأمين حدود مصر وحماية مقدراتها الاقتصادية”.
وأعلنت وكالة التعاون الأمني الدفاعي التابعة لوزارة الدفاع الأميركية عن إقرار الخارجية الأميركية الموافقة على الصفقة المحتملة بتكلفة تقديرية تبلغ 197 مليون دولار.
وفي أول تعليق للجنة الدفاع والأمن القومي بمجلس النواب المصري، قال رئيس اللجنة اللواء كمال عامر لموقع “سكاي نيوز عربية” من القاهرة إن دلالات موافقة الإدارة الأميركية على إتمام صفقة صواريخ متطورة إلى مصر، تتلخص في الرغبة في توثيق العلاقات والتعاون العسكري بين البلدين.
ورداً على سؤال ما إن كان ذلك يمثل رسالة مصرية أميركية مشتركة في شرق المتوسط لمواجهة التوترات في تلك المنطقة، أفاد بأن مصر “تختار أسلحتها بحرية وتجرد كامل بما يناسب أجوائها، ومسرح العمليات البحرية الخاص بها”.
وشدد رئيس لجنة الدفاع والأمن القومي بمجلس النواب المصري خلال تصريحاته على أن الإدارة الأميركية تُدرك أن “مصر ليست دولة معتدية على أحد، وإنما تهدف إلى الدفاع عن نفسها وأمنها القومي”.
وكانت وكالة التعاون الأمني الدفاعي بوزارة الدفاع الأميركية قد أعلنت عن أن هذه الصفقة من شأنها “دعم سفن الصواريخ السريعة التابعة للبحرية المصرية، وكذا توفير قدرات دفاعية محسنة بشكل كبير على المناطق الساحلية المصرية ومداخل قناة السويس”، بحسب بيان صادر عن اللجنة.
وبدوره، قال عضو لجنة الدفاع بالبرلمان المصري اللواء يحيي كدواني لموقع “سكاي نيوز عربية” إن “مصر تعمل على تحديث القوات المسلحة ورفع الكفاءة القتالية وتنويع مصادر السلاح”، مشيراً إلى منهجية استراتيجية تتبعها مصر من أجل تنويع مصادر السلاح؛ لتحقيق التكامل لكافة الأسلحة الرئيسية للقوات المسلحة، حتى الاكتفاء الذاتي في التصنيع المحلي في العديد من المعدات العسكرية.
وتابع: “قواتنا المسلحة هي حصن الأمان لأمننا القومي المصري والعربي والإقليمي”، مشيراً إلى أن ذلك يعني إعادة الثقل الدولي والإقليمي لمصر من خلال امتلاك هذه القدرات القتالية، وهذا يدعم قوات البحرية المصرية، وتأمين حدودنا وحماية مقدراتنا الاقتصادية.
وكانت وكالة التعاون الأمني الدفاعي قد ذكرت في بيانها الصادر أخيراً أن “الصفقة تدعم السياسة الخارجية والأمن القومي للولايات المتحدة من خلال المساعدة في تحسين أمن دولة حليفة رئيسية من خارج الناتو والتي لا تزال شريكًا استراتيجيًا مهمًا في الشرق الأوسط”.
وبدوره، أفاد وكيل لجنة الدفاع بمجلس النواب المصري النائب أحمد العوضي لموقع “سكاي نيوز عربية” بأن “علاقات مصر مع الولايات المتحدة هي علاقات استراتيجية، بغض النظر عن تغير القيادة أو الرئاسة الأميركية، إذ تظل العلاقات ممتدة في المجالات كافة، وهي علاقات قديمة منذ زمن بعيد، قد تشوبها بعض الشوائب في بعض الأوقات، لكنها تعود إلى مسارها الطبيعي بوصفها علاقات استراتيجية للطرفين”.
وفيما يتعلق بتأثير صفقة الصواريخ المتطورة، لفت النائب البرلماني المصري إلى أن “مصر خلال السنوات الأخيرة بنت استراتيجيتها (على مستوى التسليح) بشكل واضح، وشهدت القوات المسلحة، لا سيما القوات البحرية، تطوراً ملحوظاً في الفترة الأخيرة، بغض النظر عن التطورات شرق المتوسط فقط، على اعتبار أن مصر لها سواحل ممتدة ويُهمها أن يكون أسطولها البحري أسطولاً قوياً قادراً على حماية حدود الدولة، بالإضافة إلى حماية المياه الإقليمية والاقتصادية للدولة المصرية”.