التخطي إلى المحتوى

بقلم جمال عبد السميع

▪️لا أحد يستطيع أن ينكر أن لقاء الرئيس الفرنسى ماكرون بضيفه المصرى الرئيس السيسى ترك بصمه مهمه فى تاريخ العلاقات بين البلدين وبعيدا عن التفاصيل فهناك موقف واحد اود الوقوف عنده لما له من دلالات وانعكاسات على صعيد العلاقات الانسانيه الدوليه.

الرئيس السيسى وماكرون – صورة ارشيفية

▪️هذا الموقف هو الاختلاف الراقى فى وجهتى النظر حول حقوق الانسان وما اعتبره ماكرون حق قانوني لاى انسان فى فرنسا يقول ما يشاء.حتى.لو كان ذلك برسوم مسيئه للرسول صلى الله عليه وسلّم.اما السيسى فيراها جرح لمشاعر اكثر من مليار مسلم وان أى قانونى وضعى يمكن تغييره بإعتباره من صنع البشر بينما لايمكن مخالفه ما جاء فى كلام الله سبحانه وتعاله.

مراسيم تكريم للفخامة الرئيس السيسى

▪️وكان تعليق ماكرون الذى يحتاج الى تعليق أن ذلك لا يكون سوى فى الأنظمة التي تحكمها حكومات دينيه.

ولأن الموقف كان راقيا لا يحتمل الجدل بين الرئيسين حول هذه النقطه رغم محوريتها لضيق وقت المؤتمر الصحفى فيجب ألا يمر هذا الموقف مرور الكرام. ولو فكر الرئيس ماكرون ولو للحظه واحده فيما قاله ليتأكد أنا الرئيس السيسى هو النقيض تماما للحكومات الدينيه لكنه كان يقصد أن الإنسانيه التي حفظها الله سبحانه وتعاله وكرمها هى اوسع وأكبر من اية قوانين وضيعه لكن الفرق الجوهرى هو أن ما جاء من عند الله سبحانه وتعاله لايمنح الانسان حق الإساءه للأخرين.

▪️وهنا اود الاشاره الى الإنفصام فى شخصيه حكومات العالم المتقدم التي تتحدث بإنبهار عن مفهوم حق الانسان وفي نفس الوقت تتفرج بمشاعر مريبه على الدمار الذى يعانيه ملايين البشر خاصا فى سوريا وفلسطين وغيرهما وكأن انسان هذه الدول من الدرجه الثانيه او الثالثه، وكأن كلمه حقوق الانسان لاتنطبق على هؤلاء البشر.

▪️وهكذا يعيش العالم علي مستوي الدول ومنظماته الدوليه حاله ازدواجيّة دائمة تماما كما يشعر قطاع او قطاعات من البشر بأنهم أناس من الدرجه الثانيه او الثالثه لانهم يرون أن المساواة مفقوده بين ابناء الشعب الواحد رغم كل القوانين ومن فوقها كلام الله سبحانه وتعاله لكنها الانسانيه الحزينه لعدم تطابق الاقوال مع الافعال فى زمن الكورونا التي لم يفطن العالم حتي الان الى حكمه المولى سبحانه وتعاله من عجز الجميع عن الهروب منها او مقاومتها.