التخطي إلى المحتوى

 

الرئيس يؤكد على دعم مصر الكامل لتحقيق الأهداف المنشودة للنهوض بالاتحاد الأفريقي ومؤسساته وتدعيم أجندة 2063
السيسى: تجربة مصر الرائدة في تطوير مشروعات البنية التحتية تعد مثالاً يسعدنا مشاركته مع أشقائنا الأفارقة كأداة من أدوات تعزيز الاستقرار والتنمية في أفريقيا
توجه الرئيس عبد الفتاح السيسى، بالشكر والتقدير إلى الرئيس الجنوب أفريقي “سيريل رامافوزا” على جهده المقدر للتوصل إلى اتفاق شامل وعادل ومتوازن ومُلزم فيما يتعلق بملء وتشغيل سد النهضة الإثيوبى، وانخراطه شخصياً في هذه المفاوضات، بما يعكس حرصه على إعلاء المصالح المشتركة للدول الأفريقية والبحث عن حلول للقضايا والأزمات التي تواجه قارتنا.
وقال الرئيس السيسى، إن مصر انخرطت بحسن نية وجدية في المسار الأفريقي أملاً في التوصل إلى الاتفاق المنشود بما يراعي مصالح وحقوق الأطراف المعنية، وهو الهدف الذي لن يتأتى تحقيقه إلا بتوافر الإرادة السياسية لكافة الأطراف.
وأكد الرئيس السيسى ، حرص مصر الشديد لحل هذه المسألة من خلال المفاوضات الجادة بما يعزز الأمن والاستقرار والتنمية في المنطقة، وثقته في قدرة الاتحاد الأفريقي- تحت قيادة الرئيس تشيسيكيدي- في المساهمة في دفع مساعينا الرامية للتوصل إلى اتفاق قانوني ملزم حول ملء وتشغيل سد النهضة، قبل تنفيذ المرحلة الثانية من عملية ملء سد النهضة، وبما يراعي مصالح وشواغل الدول الثلاث.
جاء ذلك خلال مشاركة الرئيس عبد الفتاح السيسي اليوم، السبت،  عبر الفيديو كونفرانس في أعمال الدورة العادية الـ 34 لمؤتمر قمة الاتحاد الإفريقي.
وتوجه الرئيس عبد الفتاح السيسى، بالتهنئة للرئيس فيليكس تشيسيكيدى رئيس جمهورية الكونغو الديمقراطية على توليه رئاسة اتحادنا الأفريقي، متمنياً له النجاح والتوفيق في مهامه في ظل هذه الفترة الصعبة التي تموج بتحديات وصعاب مختلفة، تأتى على رأسها تداعيات جائحة كورونا، وتنفيذ استحقاقات اتفاقية التجارة الحرة القارية واستكمال مراحل التفاوض بشأنها، وتفعيل التوصيات الخاصة بالإصلاح المؤسسي والمالي والإداري للاتحاد الأفريقي.
 كما توجه الرئيس السيسى ،  للرئيس سيريل رامافوزا ولجمهورية جنوب أفريقيا الشقيقة بخالص الشكر والتقدير على الجهد الصادق الذي بذل على مدار العام المنصرم نحو تعزيز آليات العمل الأفريقي المشترك، ومواصلة تدعيم جهود الاندماج والتكامل الإقليميين في تلك الظروف غير المسبوقة التي يشهدها عالمنا اليوم.
كما تقدم بالشكر لـ”موسى فقيه” رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي لقيادته الحكيمة لدفة المفوضية، ولجهوده المستمرة للنهوض بأجندتنا الإفريقية وتنفيذ بنودها وأنشطتها في ظل التحديات والصعوبات القائمة، متمنين له التوفيق لإعادة انتخابه لفترة ولاية ثانية كرئيس لمفوضية الاتحاد الأفريقي.
وثمن الرئيس ، الخطوات التي تمت خلال الفترة الماضية في إطار عملية الإصلاح المؤسسي والمالي والإداري للاتحاد الأفريقي، متقدمًا بالشكر إلى الرئيس بول كاجامي على جهوده المقدرة الهادفة إلى الارتقاء بمنظمتنا العريقة، والشكر الموصول إلى مفوضية الاتحاد الأفريقي على ما بذلته من جهد لتنفيذ مقررات القمم الأفريقية في هذا الشأن.
وأشار الرئيس السيسى إلي تأكيد مصر على أهمية الاستناد إلى القانون التأسيسي للاتحاد الأفريقي باعتباره الدستور الحاكم للدول الأعضاء ومفوضية الاتحاد على حدٍ سواء، وأخذاً في الاعتبار الولاية الكاملة للدول الأعضاء على عملية الإصلاح، كما شدد  على أهمية العمل بالهيكل الجديد للتوظيف مع الالتزام بمراعاة الحصص والأنصبة في الوظائف، وفقاً لمبدأي التضامن ومدى مساهمة الدول الأعضاء في ميزانية الاتحاد الأفريقي.
وقال الرئيس السيسى ، إن التفكير في التكامل القاري لا ينفصل عن الاندماج الإقليمي، فالبرنامج القاري لتطوير البنية التحتية، بما يتضمنه من مشروعات طموحة، مثل مشروع محور القاهرة كيب تاون، ومشروع ربـط البحر المتوسط ببحيرة فيكتوريا، يمثل حجر الزاوية الأبرز في تحقيق الاندماج والتكامل المنشودين، وركيزة أساسية لتفعيل منطقة التجارة الحرة القارية.
وأضاف:”ولعل تجربة مصر الرائدة في تطوير مشروعات البنية التحتية تعد مثالاً يسعدنا مشاركته مع أشقائنا الأفارقة، كأداة من أدوات تعزيز الاستقرار والتنمية في أفريقيا” ،  كما أكد الرئيس السيسى،  على دعم مصر الكامل لتحقيق الأهداف المنشودة للنهوض بالاتحاد الأفريقي ومؤسساته، وتدعيم أجندة 2063 وخطتها العشرية الأولى، فضلا عن تنفيذ استحقاقات موضوع عام 2021 “الفنون والثقافة والتراث”.
وشدد على أهمية حماية تراثنا الأفريقي والترويج البنَّاء للثقافة الأفريقية، لاسيما وأننا بصدد افتتاح العديد من المشروعات الثقافية والأثرية والمتحفية، وعلى رأسها المتحف المصري الكبير والذي سيعد أكبر المتاحف عالمياً.
وقال الرئيس السيسى ، إن جائحة كورونا تمثل تحد كبير أمام قارتنا الأفريقية، بما يستوجب المزيد من التضامن والتكاتف بين شعوبنا وحكوماتنا من أجل السيطرة على انتشار هذا الفيروس، والحد من تداعياته الخطيرة على حياة ومستقبل شعوبنا وأبنائنا. مضيفًا:”وإننا إذ نثمن الدور الذي يقوم به كل من مركز الاتحاد الأفريقي لمكافحة الأمراض والأوبئة، والصندوق الإفريقي للاستجابة لفيروس كورونا ولمجموعة العمل الأفريقية المعنية بتوفير اللقاح، فإننا نرحب بالدعوة الموجهة إلى مصر للانضمام إلى هذه المجموعة، ونؤكد حرصنا على الاضطلاع بمسئولياتنا سعياً لتوفير اللقاح لدول القارة”.
 واختتم الرئيس السيسى كلمته بالقول:” أختتم كلمتي أمامكم على أمل بلقاء فعلي قريب، بعد أن نكون قد طوينا وإلى الأبد، صفحة جائحة كورونا، بما يتيح لنا استئناف عقد قممنا وفعالياتنا الأخوية وجها لوجه، ولمواصلة العمل الجاد والدؤوب بغية تحقيق التقدم الذي تصبو إليه قارتنا الأفريقية، ويحقق تطلعاتنا وأهدافنا المنشودة”.