تحل علينا من مغرب اليوم السبت، وحتى فجر الأحد ليلة النصف من شعبان تلك الليلة المباركة، وهى الليلة التي ينزل فيها الله سبحانه وتعالى إلى السماء الدنيا ويقول “ألا من مستغفر لي فأغفر له..”، وعن علي بن أبي طالب كرم الله وجهه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «إِذَا كَانَتْ لَيْلَةُ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ فَقُومُوا لَيْلَهَا وَصُومُوا يَوْمَهَا؛ فَإِنَّ اللهَ يَنْزِلُ فِيهَا لِغُرُوبِ الشَّمْسِ إِلَى سَمَاءِ الدُّنْيَا فَيَقُولُ: أَلَا مِنْ مُسْتَغْفِرٍ فَأَغْفِرَ لَهُ؟ أَلَا مُسْتَرْزِقٌ فَأَرْزُقَهُ؟ أَلَا مُبْتَلًى فَأُعَافِيَهُ؟ أَلَا كَذَا، أَلَا كَذَا..؟ حَتَّى يَطْلُعَ الْفَجْرُ».
فضل ليلة النصف من شعبان
ليلة النصف من شعبان ليلة مباركة، ورد في ذكر فضلها عدد كبير من الأحاديث يعضد بعضها بعضًا ويرفعها إلى درجة الحسن والقوة، ومن الأحاديث الواردة في فضلها:
حديث أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت: فَقَدْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وآله وسلم ذَاتَ لَيْلَةٍ، فَخَرَجْتُ أَطْلُبُهُ فَإِذَا هُوَ بِالْبَقِيعِ رَافِعٌ رَأْسَهُ إِلَى السَّمَاءِ، فَقَالَ: «يَا عَائِشَةُ، أَكُنْتِ تَخَافِينَ أَنْ يَحِيفَ اللهُ عَلَيْكِ وَرَسُولُهُ!»، فقُلْتُ: وَمَا بِي ذَلِكَ، وَلَكِنِّي ظَنَنْتُ أَنَّكَ أَتَيْتَ بَعْضَ نِسَائِكَ، فَقَالَ: «إِنَّ اللهَ تَعَالَى يَنْزِلُ لَيْلَةَ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا فَيَغْفِرُ لأَكْثَرَ مِنْ عَدَدِ شَعَرِ غَنَمِ كَلْبٍ -وهو اسم قبيلة-» رواه الترمذي وابن ماجه وأحمد واللفظ لابن ماجة.
واكد الشيخ على جمعة مفتي الديار المصرية السابق، ذكر فيها فضل ليلة النصف من شعبان.
وقال: «ترصدوا نفحات الله؛ قال رسول الله ﷺ: «إن لربكم عز وجل في أيام دهركم نفحات فتعرضوا لها لعل أحدكم أن تصيبه منها نفحة لا يشقى بعدها أبدا» [الأوسط-الطبراني]
وأضاف: «على المسلم أن يتحرى الأزمان الفاضلة، والأماكن الفاضلة، والأحوال الفاضلة في دعائه، فذلك أرجى للإجابة وأكثر بركة في الدعاء».
وفنّد فضيلة الشيخ هذه الأزمنة قائلاً: «ومن هذه الأزمان والأماكن والأحوال كدعاء ليلة القدر، وجوف الليل الآخر، #ليلة_النصف_من_شعبان، ودبر الصلوات المكتوبات، وبين الأذان والإقامة، وعند الأذان، وعند نزول المطر، وعند زحف الصفوف في سبيل الله، وساعة من يوم الجمعة -وهي على الأرجح آخر ساعة من ساعات العصر قبل الغروب-».
كما تابع: «وعند شرب ماء زمزم، وفي السجود في الصلاة، وعند صياح الديك، وبعد زوال الشمس قبل الظهر، والدعاء عند المريض، والدعاء بعد الثناء على الله والصلاة على النبي ﷺ، وعند دعاء المسلم لأخيه المسلم بظهر الغيب، ودعاء يوم عرفة، والدعاء في شهر رمضان، ودعاء المظلوم».
وأكمل: و«دعاء الصائم حتى يفطر، ودعاء الصائم عند فطره، ودعاء المسافر، ودعاء المضطر، ودعاء الإمام العادل، ودعاء الصالحين، وأن نسأل الدعاء من الآخرين ونجعلهم يدعون لنا بالخير».
ولفت جمعة إلى أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان يقول لسيدنا عمر رضي الله عنه: «أشْرِكْنَا يَا أُخَيَّ في دُعَائِكَ»، والدعاء في الطواف، والدعاء على الصفا والمروة، والدعاء فيما بين الصفا والمروة، والدعاء في الوتر من ليالي العشرة الأواخر من رمضان، والدعاء في العشر الأول من ذي الحجة، والدعاء عند المشعر الحرام.