التخطي إلى المحتوى
قالت وزيرة الخارجية السودانية، مريم الصادق المهدي، إنها تتطلع إلى زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي للخرطوم خلال أيام، مشيرة فى مؤتمر مشترك مع وزير الخارجية سامح شكرى إلى أنها التقت صباح الثلاثاء الرئيس السيسى، وبحثت سبل تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين.
بدوره، رحب وزير الخارجية سامح شكرى بنظيرته السودانية خلال زيارته لمصر، مشيرا إلى وجود تطلع لتجاوز التحديات في ظل وجود إرادة سياسية حقيقية لتوثيق العلاقة بشكل أكبر.
وأكد وزير الخارجية أنه تم التباحث حول عدد من القضايا، خاصة مكافحة الإرهاب وملف مفاوضات سد النهضة الإثيوبى، مشددا على ضرورة التوصل لاتفاق عادل بين البلدان الثلاث دون الإضرار بمصالحهم.
فيما قالت وزيرة الخارجية السودانية، إن أسباب سياسية حالت دون توقيع إثيوبيا على اتفاقية واشنطن المعنية بسد النهضة، مؤكدة أن سد النهضة يهدد السودان بالعطش بشكل مباشر، موضحة أنه لم يكن من الصعب التوصل إلى اتفاقية واشنطن ولكن لأسباب سياسية توقفت إثيوبيا وتفهمنا ذلك الأمر، مضيفة: “للأسف اتضح لنا عدم وجود إرادة سياسية ومشاكل داخلية أفضت إلى ملء أول لسد النهضة بشكل منفرد، وكاد يتسبب في أزمات كبيرة في العام الماضى لولا سد الروصيرص”.
إلى ذلك، قالت وزيرة خارجية السودان، إن الأوضاع متسارعة على الحدود المشتركة مع إثيوبيا، مشيرة إلى أن أراضي الفشقة والقضارف أراض سودانية وفق وثائق رسمية، مشيرة لقيام عدد من المزارعين الإثيوبيين بالدخول لهذه المناطق والزراعة فيها، موضحة أن الخرطوم تسعى للتوصل لاتفاق مع الجانب الإثيوبي بخصوص أزمة الحدود عبر الطرق الدبلوماسية.
فيما أوضح وزير الخارجية، أن هناك مجال واسع للعمل المشترك ووجود الأطر القانونية والإرادة السياسية بين القاهرة والخرطوم، مؤكدا ضرورة العمل على ترجمة هذه الإرادة لتوثيق العلاقات بين البلدين ودفعها نحو الأمام، خاصة في المجالات الاقتصادية والزراعية.
وأشار وزير الخارجية سامح شكرى إلى أهمية التشاور بين القاهرة والخرطوم فى عدد من القضايا السياسية، وأهمية وجود رؤية موحدة والعمل على تعزيز العلاقات بين البلدين لإرساء الأمن والاستقرار لدعم عجلة التنمية.
فيما أوضحت وزيرة خارجية السودان وجود عدد من الاتفاقيات التى تم البدء فى تفعيلها بين البلدين، مشددة أن المباحثات بين القاهرة والخرطوم تطرقت لتعزيز التعاون على المستوى الثنائي فى كافة المجالات، مشيرة إلى زيارة مرتقبة لرئيس الوزراء السودانى عبد الله حمدوك إلى القاهرة.
وحول سد النهضة، شدد وزير الخارجية سامح شكرى على أهمية التوصل لاتفاق قانوني ملزم حول قضية سد النهضة، مشيرا إلى جولات التفاوض التى جرت خلال الفترة الماضية، والتى تم خلالها التأكيد على أهمية مراعاة مصالح شعوب البلدان الثلاثة، وضرورة عدم اتباع سياسة فرض الأمر الواقع، معربا عن دعم القاهرة للرؤية السودانية حول تطوير آلية التفاوض بشأن سد النهضة بمشاركة رباعية دولية.
ولفت وزير الخارجية لعدم وجود رغبة إثيوبية في الانخراط بالمفاوضات حول سد النهضة، وضرورة ألا تتخذ أديس ابابا أى اجراءات أحادية بخصوص سد النهضة.
ورحب وزير الخارجية بزيارة نظيرته السودانية والوفد المرافق لها، وأكد على التزام مصر الراسخ بدعم المرحلة الانتقالية في السودان، والوقوف إلى جانب تطلعات الشعب السوداني في التقدم والازدهار وتحقيق أهداف ثورة ديسمبر 2018 المجيدة، مجددا التهنئة للشعب السوداني على التوقيع على اتفاق السلام، مشيدا في هذا الصدد بجهود الحكومة السودانية والتي لم تتوانَ عن بذل الجهد لتحقيق آمال وتطلعات الشعب السوداني التي خرج يطالب بها في ثورته المجيدة، وذلك من خلال التطورات الإيجابية الكبيرة التي يشهدها السودان حاليا لكسر العزلة الدولية التي كانت مفروضة على الشعب السوداني.