يقول دكتور مصطفى محمود إذا أردت أن ترى إنسان تنظر له لحظة إختيار حر..
فقد ترى الراهب يزنى والعاهرة تصلى والطبيب يشرب السم وقد تفاجأ بصديقك يطعنك وعدوك يصونك
وترى الملوك يرتشون والصعاليك يتصدقون وهذه كانت المشكلة دائماً
والمشكلة أن يجتمع هؤلاء الأشخاص على متن قارب واحد هنا تكون النهاية
هكذا قالت الأسطورة منذ البدء
البوابةالاولى “مهران وطهران”
تحديداً وبالقرب من بلاد الرافدين يسكن الأب مهران الرجل السبعينى ذو الشعر الكثيف والملامح السمحة والأعين الجذابة التى أخفت دائماً أكثر مما أظهرت ولهذا السبب أصابنى من أمره الحيره
ذات يوم بينما يلقى محاضرة دينية عن مدى سماحة الرب وتنوع قدرته على هذا الكوكب
كان الكل مليئ بالدموع كنت أسمع نحيب النساء من وراء أبواب الكنيسة بينما كانت طهران الفتاة السيئة مازالت نائمة
معذورة هى فقد كانت فى الليلة السابقة فى إحدى الملاهى الليلية الجميلة ذات الشعر الأحمر والثلاثينية البيضاء التى يعلوا وجنيتيها نقاط رفيعة تشبه الثلج
تدخل والدت طهران لتوقظها: اليوم هو الأحد هيا لنصلى بالكنيسة لعل الله يخرجنا مما نحن فيه
لم تتحدث طهران كثيراً ارتدت ملابسها وخرجت لترى الأب مهران الواعظ الحكيم رجل العام وكل عام أعتقد أن طهران مشهورة كثيراً فمنذ دخولها الكنيسة الكل كان يرمقها بنظرة تكاد ان تخترق جسدها حتى الأب مهران عينه كانت تلمع أكثر من عادة كل يوم
تهذب والدة طهران لتأخذ البركة من الأب الجليل بينما تتوجه طهران لتنير شمعة ودعاء استطعت ان اسمع منه الكلمات الأتية الرب الذي فى السماء أمى العزيزة مريم مؤمنة بقدرك وبكل ما هو آت لكنى لا أستطيع ان أكون ما انا عليه الآن
انه ليس أنا على اى حال يا إلاهى انر لى طريقى واهدنى واجعل نورك يخترق ظلام صدرى يستوقفها الأب مهران دعينى ادعوا لك بأسم الأب الأعظم والروح التى ملأت السماء اجعل نور من نورك يزيل خوفها ويزيل هذا الهم الذي على صدرها يقترب منها بحركة استوقفتنى لماذا يضع يده على صدرها؟! ولماذا ترجع هى إلى الخلف!!
البوابة الثانية “الصديقان نيتشا والياقوت”
شمال البحر المتوسط فى اتجاه غربا نحو اسيا
سكن نيتشا والياقوت الصديقان كما عرفهما الجميع رواية نيتشا والياقوت سيحكيها الزمن ولدا بنفس اليوم لصديقتان قدامى فأولاد الاصدقاء دائماً اصدقاء
ذات يوم ذهبت انا لأتحدث إلى الياقوت كان بيننا عامل مشترك بالمناسبة انا الدكتورة شفق مهد الدين سأخبركم بامرى لكن فيما بعد.
الياقوت كان يعمل لدى جمعية خيرية لمساعدة المحتاجين وعندما تحدثنا كان يذكر اسم نيتشا كثيراً وكيف هو بحاجة إلى المساعدة فقد حصل على كثيراً من الأموال بينما كان يعمل بالبورصة وانه حالياً كان بحاجة إلى مشروع ربما قرض صغير ليسترد أعماله لم اقابل نيتشا ولكنى وثقت كثيراً بكلمات الياقوت وبدأت بعمل تسهيلات لقروض ثم اتجهت إلى ماليزيا لأنهى بعض الأعمال التى قد وكلت بها
يمر عاماً سريعاً بينما استعاد نيتشا اعماله واصبح رجل ذو مركز تستطيع أن تقف له إحتراماً كان الياقوت مريضاً للأسف هذا الملاك المسكين قد تحمل الكثير فى سبيل مساعدة الناس.
يتصل الياقوت للمرة المائة بنيتشا ولكن نيتشا لا يرد كالعادة
يردد الياقوت بصوت خافت انا عدوك الآن..
البوابة الثالثة “الغار وموسى الصعلوك”
اقصى جنوب إفريقيا عند الأرض الفقيرة نبت واد عظيم الزرع حكمه الطاغية الغار من اسوأ ملوك افريقيا على الإطلاق فأنا اكره حقاً مايفعله بأرض الواد جعل المجتمع ينقسم لطبقة غنية للغاية وطبقة شبيهه بالعبيد لاحول لها ولا قوة.
فقد كانت الحركة بالواد وخارجه تحكمها الضرائب دائماً ما كان يتحدث عن ضريبة الرأس عند الأغريق وكان دائماً يقرأ عن انجازات هتلر وهذا يكفينى حتى الآن ومن الجدير بالذكر ان بلاد الوادى مرت بجفاف عظيم لأجد الغار يرفع الضرائب مرة أخرى ويبيح الرشوة بشكل واضح فى الكثير من الأعمال.
وبينما هو شارد فيما هو عليه دخل غرفته موسي الصعلوك “هذا اسمه وليست صفته” فأعتقد انه انبل ما رأت عينى هذا الفقير الغنى الذي دائماً ما وزع امواله على الفقراء هو يعمل طاهى لدى الغار قام بتقديم الطعام وكالعادة لم ينظر له الغار ولم يعره اهتماماً بينما لمحت ابتسامة على وجه موسي تعنى كل شئ سوف يكون افضل وانصرف.
البوابة الرابعة والأخيرة
” الطبيبة شفق مهد الدين”
انا الدكتورة شفق مهد الدين جبران دكتورة بجامعة عين شمس عضو فعال بمنظمة حقوق الإنسان العالمية وجمعية مهد مصر الخيرية الدولية تم ترشيحى هذا العام سفيراً للنوايا الحسنة كما قمت بمناقشة رسالة دكتوراه بجامعة القاهرة بعنوان سمات الفرد وتأثيرها على تقدم المجتمع وان سألتنى عن مدى صلتى بالأحداث أحب أن اخبرك اننى الطبيبة التى تشرب السم وأعرف كل افراد هذه الروايا ولذلك قررت ان أخبرك امرهم ان اليوم هو الاسوأ على الإطلاق انه يوم إجتماعهم بمنزلى انا لست متفائلة وهم لا يعرفون بعضهم لكن هكذا تكون النهايات
لحظة واحدة الباب يطرق
شفق: موسي مرحبا بك يا صديقي
موسي: اهلاً بكى انا جئت اليكى كما وعدت لأشارك طاقم الطهاه للمؤتمر الذي اعددتموه بمصر لمناقشة بعض قضايا الوادى وانا فخور بدورى على اى حال
شفق: على الرحب ولكن اليوم ستقابل اصدقاء قدامى واصدقاء جدد اعتقد انه يوم الحسم بالنسبة لك
موسي: لا افهم ماذا تقصدين
شفق: ستفهم لاحقاً اعطنى دقائق فأحدهم على الباب
اهلاً بكم اعزائي
كان نيتشا والياقوت على الباب
نيتشا: جميلة كالعادة يا دكتورة جئت اليكى لتقديم خالص شكرى للجمعية كما وعدت واحضرت معى صديقي العزيز الياقوت
الياقوت يرد بحزم: ادارة الجمعية طلبت مني الحضور
اليوم سألقى خطاب داخل المؤتمر للجمعية هذا أقل تقدير لتقديمها للكثير من المساعدة لمرضى يا دكتورة شفق
شفق: انت تستحق يا الياقوت
نظرة سريعة شملت عيني نيتشا والياقوت ومن ثم يطرق الباب
شفق: الآن تستطيعوا الدخول فى غرفة الاستراحة ومن ثم سوف الحق بكم اهلا بالجميلة ذات الشعر الأحمر اهلاً بكى صديقتى العزيزة لقد افتقدتك حقاً يا شفق
شفق انا سعيدة ان اراكى مرة اخرى لقد اثبتى للجمعية وللمنظمة مدى قدرة الفرد على التغيير
طهران: انا لم اتغير انا فقط كنت ادعوا الرب ان ينير الطريق وهذه كانت الإستجابة سأتحدث اليوم داخل المؤتمر
عن ما كنت عليه بالسابق وكيف انا تغيرت لأصل الى هنا الآن
شفق: لقد رتبت لكي كل شئ ولكن الآن اذهبى الى غرفة الاستراحة فأحدهم على الباب
مرحباً بملك الغار والأب الجليل مهران اهلاً بكما هل تعرفون بعضكما حقاً
الملك الغار لقد ساعدنى الأب الجليل مهران بالكثير من الكرم والعطف فى تنظيم البلاد اثناء فترة الجفاف وقد كان يبشرنا بكرم من الرب واليوم انا وهو سنتحدث داخل المؤتمر عن ما قمت بتقديمه الى الوادى لقد حضرنا معاً العديد من المؤتمرات وقد كنتى مميزة دائماً يا دكتورة شفق
شفق: لك منى جزيل الاحترام
الآن وبعد اذن جلالتكم هلا نذهب لغرفة الجلوس فلنا اصدقاء منتظرين
يدخل الملك الغار ومعه عشرة من الحرس الشخصي والأب مهران واثنان من القساوسة ثم تدخل شفق ومعها اثنان من الشراب الجميع ينظر الى بعضه نظرات تعجب ربما رأى احدهما الآخر ربما فى الحقيقة أو داخل حلم وان كان حلم فهو سئ للغاية تقطع شفق الصمت بصوتها القوى وافكارها المرتبة أهلاً بكم جميعاً مرة أخرى
هل تناولتم الشراب
طهران انه لمن شيم كرمك يا دكتورة شفق
شفق: سأروى لكم اسطورة قديمة عن سبع اذا وجدوا فى الأرض انتهى امر الأرض الجميع ينظر متعجباً ثم يطلق الملك الغار ضحكة هل لازال هناك وقت على حضور المؤتمر
شفق بابتسامة نعم سيدي
قال أحد السابقين هناك سبع متناقضات ينتهى بها امر الأرض
لو ظهرت على ارض واحدة فى سبع أشخاص يحاول ان يقاطعها موسي الصعلوك وكأنه يعرف هذه الأسطورة
تشير له بالصمت ومر الزمن على السلف لكن الأسطورة بقيت حتى استخدمها الدكتور مصطفى محمود رحمه الله فقال عند لحظة الإختيار الحر وكان يعنى لحظة النهاية قال:
الراهب يزنى فينظر له الأب مهران نظرة استنكار فمن ثم تكمل حديثها والعاهرة تصلي فتحزن طهران وتظل صامتة والطبيب يشرب السم والصديق يطعن والعدو يصون
نيتشا والياقوت يحاولان الخروج فتمنعهم قائلة لازال هناك المزيد اعزائى وتكمل والملوك يرتشون والصعاليك يتصدقون يقاطعها الجميع والصوت يعلوا فى الغرفة أحب أن اقول لكم شيئاً واحداً انا الطبيب الذي يشرب السم وبالمناسبة الأن انتم تتناولوه جميعاً والسم يسري بداخل اجسادكم وانتم جميعاً جميعاً موتى اصوات من الصراخ والانين الشديد ومن ثم النهاية لقد قتلتهم جميعاً لنعطيكم فرصة أخرى للحياة