التخطي إلى المحتوى
بقلم جمال عبد السميع
– بريق الكرسي وسلطانه ومناخه وحفلاته وماحوله من تحركات لرجال الامن الذين يحرصون على تأمين كافه المؤسسات التى تضم رجالات السياسه كل ذلك ناهيك عن لحظات نزول رجل السياسه من بيته وانتظار لافيف من الناس حوله حتي يستقل سيارته ثم عودته مره اخرى ليلقي نفس الحفاوه فى العوده مره اخرى كل هذه الاجواء وغيرها تدفع عشرات الالاف ان لم يكن الملايين من اللاستماته للوصول الى اي كرسي من هذه الكراسي حتى ولو كان كرسي الصف الاخير من القاعه ولا مانع في سبيل ذلك من التضحيه بكل غال ورخيص.
– ويالها من سعاده تلك التى تملأ كل من نال شرف اعتلاء هذا الكرسي فيأتيه من يطلبون منه بإلحاح ارقام تليفوناته الخاصة فيعطي هذا رقما ويعطي الاخر رقما غيره بينما يحرص على اعطاء الجنس الناعم ارقاما اخرى لا يعطيها إلا لخاصه الخاصه.
وبنفس المعيار يستجيب لما يطلب منه من البعض ولا يستجيب للبعض الاخر وهو يحرص علي توجيه بوصله الكرسي حسبما ترتفع معنوياته من صاحب الطلب باشكال المعنويات المختلفه.
– ويعيش كل من يلعب سياسه ايام او سنوات او دقائق وجوده في اللعبه احلى وامتع ايام وسنوات ولحظات عمره منذ اللحظه الاولى التى اعلن فيها عن فوزه بالكرسي فمنذ تلك اللحظه وهو يعيش هو ومن معه من عائلته ومن حولهم من اقرب المستفيدين من وجوده في الكرسى وكانها اعياد مستمره لا تنطفئ ويهون فى سبيل استمراره فى الكرسي كل شئ مهما كان ولا حتى فقدان اي انسان فالكرسي عند لاعبى السياسه هو الحياه وفقدانه هو الموت بعينه.
-اود ان اهمس فى اذن كل من يلعب السياسه سواء يفكر فى دخولها او تورط فى دخولها فعلا ووصل الى اي مستوى من كراسي السلطه انك تلعب لعبه خطره لا تدرك خطورتها طوال سعيك اليها وحتى وصولك الى اي مستوي من الكراسي واستمرارك في اعتلاء هذا الكرسي عليك ان تدرك جيدا ان ذلك البريق الذي تعيشه وتستمتع بهروله الجميع اليك بمن فى ذلك الجنس الناعم ورجال الاعلام وكل من يحرصون على الاقتراب منك نفس حرصك على الاقتراب منهم فالقاعده الاساسيه لهذه اللعبه تقول ان لحظه خروجك وفقدانك لهذا الكرسي قد تأتى فى عز استمتاعك بكل هذا البريق. ودون سابق انظار بالعكس قد تفقد الكرسي صبيحة يوم ان صفقوا لك وهنأوك بالنجاح وانك مستمر لكن القدر شاء غير ذلك دون ان تعلم ولن تعلم فى يوما من الايام فقدت كل هذا البريق.
– لحظتها سيزاحمك بسطاء الناس فى ركوب المصعد الذى كانوا في الامس يفرغونه لك وحدك وسينفض عنك الجميع واولهم الجنس الناعم الذى شطب رقم تليفونك قبل ان تصل بيتك وانت عائد اليه بعد فقدانك الكرسي وسودت الدنيا فى وجهك وكانها يوم القيامه وقد تتمني وقتها فقدان كل شئ بل كل الناس لكن لا تفقد الكرسي.!!
-اراك الان بل وارى كل من يلعبون السياسه وكل من لعبوها ووصلوا الى هذه المرحله اراهم وكانهم جميعا يقولون في نفس واحد:«ملعون ابو السياسه»