التخطي إلى المحتوى

شهاب : لا تنفصل عن انتصارات أكتوبر وخضنا مفاوضات 4 أعوام بفريق ضم 24 خبيرا

تحل اليوم الذكرى الـ32 لإصدار هيئة التحكيم الدولية حكمها التاريخى بأحقية مصر فى طابا، والتى انعقدت فى جنيف بسويسرا، وأقرت حكمها بأغلبية 4 ضد واحد “المحكمة الإسرائيلية “بمصرية طابا، وفى 15 مارس من عام 1989 رُفع العلم المصرى على طابا، واستعادت مصر سيادتها على كامل أراضيها فى سيناء.

 

وفى هذه المناسبة التاريخية الهامة، كان لـ”اليوم السابع” حديث مع الدكتور مفيد شهاب، عضو هيئة الدفاع المصرية فى قضية طابا، أمام التحكيم الدولى، الذى قال أن هذه المناسبة تمثل ذكرى غالية على كل مصرى بل وعلى كل عربى وعلى كل المحبين للسلام الذين يعملون من أجل الحق وسيادة القانون، مشددا أنها كانت لحظة تاريخية والتى أعلنت فيها هيئة التحكيم الدولية، حكمها القاطع بمصرية طابا فى تمام الساعة الثانية والنصف ظهرا يوم 29 سبتمبر 1988، لتسترد مصر بذلك آخر بقعه من أراضيها التى احتلت فى عام 1967.

 

ولفت إلى أن هذا الحكم التاريخى يؤكد أنه ما ضاع من حق وراءه مطالب، وعلينا أن نعى بأنه لا يكفى أن يكون الإنسان صاحب حق وإنما عليه أن يكون قويا فى الدفاع عنه، مستعدا للتضحية من أجل استرجاعه وأن يستعين بالأسلوب العلمى فى الدفاع عن حقوقه ومصالحه، ومن هنا كان حرص الرئيس الأسبق محمد حسنى مبارك على تشكيل لجنة قوميه للدفاع عن “طابا ” تكون مهمتها حسن إعداد الملف وتجميع كافة الوثائق والمستندات ذات الصلة والمرافعة أمام هيئة التحكيم الدولية بموضوعية وشفافية.

وأوضح أن ذلك تم من خلال مجموعة من الخبراء المتخصصين من أبناء مصر المخلصين الذين عملوا فى هذا الملف منذ بدايته حتى صدور الحكم وبروح الفريق المتكامل وبحس وطنى عالى وكان سندهم توفيق الله ورعايته لهم واعتماد كل عضو منهم على خبرته فى تخصصه مع التفانى فى الجهد والبحث من خلال المذكرات المكتوبة والمرافعة الشفوية وشهادة الشهود وعدد من الخرائط وغير ذلك من الاجراءات التى استغرقت حوالى 4 سنوات بين مفاوضات مع إسرائيل لإقناعها بأحقيتنا فى هذه الأرض الغالية أعقبتها مفاوضات تالية لإعداد اتفاق التحكيم، ثم من خلال المثول أمام هيئة التحكيم والمذكرات التى قدمت لها والتى كانت على أعلى مستوى من الإعداد الجيد الواضح الموضوعى.

 

وقال شهاب، إنه تم الإعداد الجيد للخطوات القانونية والقضائية، من خلال حسن اختيار المحكمين وتحديد الإجراءات والخطوات الخاصة بالتحكيم بدقة لعدم تمكين إسرائيل من تعطيل إجراءات التحكيم ثم تسليم الأرض، وتم الاعتماد على الخبرة من خلال لجنة قومية للدفاع عن طابا، شكلها رئيس الجمهورية حينها من قانونيين وعسكريين وأساتذة قانون وتاريخ وجغرافيا وخبراء مساحة، ودرسنا هذا الملف عدة شهور، وكنا نعمل بروح الفريق، موضحا أن الفريق كان يضم 24 عضوا يعملون جميعا تحت إشراف ومتابعة مستمرة من القيادة السياسية.

ووجه “شهاب ” رسالة للمصريين فى هذه الذكرى، قائلا “على كل مصرى وعربى أن يعتز بهذه الذكرى ويفرح بما تحقق فيها من انتصار بالقانون والقضاء الدولى، مكملا ومدعما للانتصار العسكرى فى 6 أكتوبر الذى أرغم إسرائيل على الانسحاب من الأراضى، ثم أجبرها أن تدخل فى مفاوضات سياسيه تنتهى باتفاقيه السلام ثم عندما حاولت أن تراوغ وتحتفظ ببعض الأجزاء وقفت مصر صامدة على قلب رجل واحد بقيادة رئيس جمهورية الأسبق محمد حسنى مبارك الذى كان يتابع هذه القضية من البداية حتى صدور الحكم.

 

وتابع قائلا: “إذ أهنئ مصر بهذا الانتصار واتذكر مع كل المصريين شهداءنا الأبرار فى 6 أكتوبر ورجال السياسة المتميزين الذين قادوا المعركة السياسية حتى توقيع اتفاقية السلام وكذا زملائى باللجنة القومية لطابا الذين كان من حظهم أن ينالوا شرف الدفاع عن بقعه غالية من أرضنا.. أقول لشباب مصر والوطن العربى تذكروا هذا اليوم فخرا واعتزازا واستخلصوا الدروس المستفادة التى جعلتنا ننتصر وادرسوا الأسباب التى جعلتنا فى مناسبات أخرى تلحق بنا النكسة أو الهزيمة حتى نستطيع أن نتعرف على مشاكل وطننا وأزماته والتحديات التى يواجهها، ونسهم كلا بخبرته وبإخلاص وبحس وطنى فى حلها لتتقدم مصر الغالية وتبقى مصر عظيمة دائما”.

 

وشدد الدكتور مفيد شهاب، على أن إسرائيل فوجئت بتصميم مصر على أنها لا تقبل إلا بتحرير كل أراضيها ومن بينها طابا ورأس النقب، حيث أرادت إسرائيل الاحتفاظ بهاتين المنطقتين نظرا لأهميتهما السياسية والسياحية والاقتصادية والعسكرية، ومن هنا بدأت معركة التحكيم الدولى، التى جاءت تتويجا للانتصار العسكرى الذى منه انطلقت المعركة السياسية وارتكزت عليه المعركة القانونية والقضائية وانتهت بتحرير طابا ورأس النقب ليتم تحرير كامل سيناء.

وتابع الدكتور مفيد شهاب، قائلا: “مصر دخلت فى مفاوضات استغرقت أعوام عديدة واستلمت مصر طابا فعليا ورفع العلم عليها فى 15 مارس 1989، حيث استغرق الأمر حوالى 6 أشهر بعد صدور الحكم مع إسرائيل للاتفاق على إجراءات التسليم بعد صدور الحكم والذى أجبر إسرائيل على الانسحاب وتسليم “طابا”.

 

واستطرد “شهاب”: “عندما نتذكر “تحرير طابا” لابد أن نتذكر الجندى المصرى الشجاع الذى انتصر على العدو الإسرائيلى، فلولا هذا الانتصار العسكرى العظيم على إسرائيل والمبهر للعالم، ما كنا سنفتخر بانتصارات أكتوبر أو نفتخر بذكرى تحرير طابا، فالأصل فى هذا الانتصار هو الجندى المصرى، الذى جاد بروحه ودماءه من أجل هذا الوطن، مضيفا أن هذا الانتصار أجبر إسرائيل على أن تنسحب من الأراضى المصرية”.