بقلم جمال عبد السميع
. عندما تكاثر اعداء وخصوم الرجل من ابناء عمومته وجيرانه بما هدد استقراره فى بيته لم يجد أمامه سوى اللجوء إلى الاستعانة بأحد البلطجية الكبار .
.. استغل هذا البلطجى ضعف الرجل وحاجته إلى حمايته فراح يبتزه فى قوت بيته ولامانع من حرمة بناته ولم يجد الرجل الضعيف سوى الصمت أمام تأمين حياته وحياة من معه المهددين دائما من جانب اقرب الناس إليه
.. أوهم البلطجى الرجل الضعيف انه يستطيع حمايته وحماية بلده وابناء عائلته من أى عدوان خارجى كما يستطيع تخليصه من أى عدوان لاقاربه يكونون قد اقتحموا عليه بيته فيخلصه منهم.
.. وبالفعل نجح البلطجى فى تخليص الرجل من خصومه ومن أعدائه من اقاربه بنسبة كبيرة إلا أن الرجل فوجىء بأن أحد جيرانه قد اقتحم ارضه واغتصب جزءا منها واغتصب نسائهم وحول هذا الجزء إلى مستعمرة له على مرأى ومسمع من البلطجى الذى لم يحرك ساكنا على عكس ماوعد به من ا نه سيحميه من اى عدوان. بل ان الرجل فوجىء بأن هناك صداقة حميمية بين البلطجى الذى جاء يحميه والجار الذى اغتصب ارضه واغتصب نساءه!
.. ولما أراد ابناء عمومة الرجل الضعيف ان يكسروا شوكة البلطجى الذى يحميه راحوا يستأجرون البلطجى الأكبر ويحمسونه لضرب قريبهم الذى سبق وضرب اقاربه هو والبلطجى الذى يحميه فلم يكذب البلطجى الأكبر خبرا وراح هو الآخر يستثمر سذاجة وسفاهة هؤلاء الاقارب المعروفين بأنهم مستعدون بأن يدفعوا أى ثمن فى سبيل ضرب قريبهم واهانة البلطجى الذى يحميه خصوصا وأن الاخير هدد أكثر من مرة بأنه سيضرب من يحاول الاقتراب مجرد الاقتراب لضرب الرجل الذى جاء ليحميه .
.. وبعد أن قبض البلطجى الاكبر ثمن ضربه للرجل الضعيف من جيب اقاربه باعتبار انه رجل لايفعل شيئا إلا بمقابل فهذه سمته المعروف بها بأنه رجل تجارى ولايعرف امه .
.. بعد أن قبض الثمن قال للبلطجى الاصغر أننى قادم ومعى اثنان من تابعى اللذين لايفكران مجرد تفكير فيما آمرهم به وسأضرب الرجل الذى يحتمى بك ولن تستطيع حمايته فأكرم لك ان تدعى انك لاتعرف شيئا عن موعد الضربة ولامكانها وسأحيطك علما بكل شىء حفاظا لماء وجهك لأننى اعرف تماما انك ترتزق جيدا من هذا السفيه ونحن نقدر دورك ولاأخفيك سرا اننا فى ( الهوى سوا )
.. وجاء البلطجى ومعه اتباعه وضربوا الرجل الضعيف فى وجود البلطجى الذى كان يعرف كل شىء وادعى انه سيحميه لكنهم ضربوه على قفاه وكان البلطجى الذى كان يحميه يسمع الضرب ويفتعل او يدعى انه نائم مستغرق فى النوم وهو يعلم جيدا ان الرجل الضعيف لايستطيع حتى مجرد ان يوقظه من نومه لانه سبق وان جرب محاولة مصافحته فمنعه حراسه فى بيته هو لان البلطجى وقتها لم يرد السلام عليه .
هكذا يفعل البلطجية بالسفهاء فى كل وقت وكل حين .