بقلم : المهندس عبد الرحيم سليمان، مدير عام اتحاد إذاعات الدول العربيّة
يسرني كثيرا أن أتحدّث في هذا المقال عن بلد رائع، مترامي الأطراف، استوطن حبّه في قلبي منذ زياراتي الأولى وأعني الصين.
لقد زرت الصين أكثر من 15 مرّة على امتداد 25 سنة ومكّنتني زياراتي المتواترة من اكتشاف مدن عديدة تتميّز بتنوّع طبيعتها وجمال معمارها وتقاليدها: بكين، كوندجو، هاندجو، شنكخاي، ننتجين، تشيوانتشو، سيشوان، هذا بالإضافة إلى هنكونغ.
وسعدت كثيرا بزيارة المناطق الأثريّة والمعالم التاريخية الكبرى التي تعكس عمق الحضارة الصينيّة وعراقة تاريخها مثل سور الصين العظيم والمدينة المحرّمة، هذا فضلا عن أماكن كثيرة أخرى كمنتزه الباندا وأسواق عديدة في كلّ مدينة زرتها. وكم استمتعت في هذه الأسواق الزاخرة بكلّ ما يمكن للمرء أن يتمنّاه. وبما أنّني مولع بالمفاصلة، فكنت أمضي وقتا طويلا في النقاش مع البائعين حتّى أحصل على أفضل الأسعار. فكانت بهجتي مزدوجة، لأنّني كنت دائما أوفّق في الحصول على أفضل الأسعار وأقتني أحسن البضائع.
حتّى أنّي قمت في عام 2014 باقتناء كامل أثاث منزلي في السودان من بلدكم الجميل.
أمّا الأكل الصينيّ، فأنا مغرم به، وأرتاد المطاعم الصينيّة حتى خارج الصين.
وجدير بالذكر أنّ أغلب زياراتي للصين مرتبطة بفعاليّات مهنيّة، مثّلت فيها اتحاد إذاعات الدول العربية. وأذكر من بين هذه الفعاليّات:
✓ دورة الألعاب الأولمبية الصيفيّة ببكين سنة 2008
✓ الألعاب الأولمبية للشباب في نانجينغ سنة 2014
✓ ملتقى التعاون العربي الصيني في عديد دوراته
✓ اجتماعات ومنتدى قمّة المجموعة الإعلاميّة لمبادرة الحزام والطريق
✓ فعاليّات أخرى نظّمها اتحاد الإذاعات الآسيويّة بالصين
✓ فعاليّات مهمّة نظّمتها هيئة الإذاعة والتلفزيون الصينية
(حاليّا (CMG
وقد حظيت خلال هذه الزيارات المهنيّة بحفاوة الاستقبال وحسن الوفادة ، وذلك ما يزيد الصين سحرا ويجعل كلّ من يزورها متشوّقا
إلى العودة إليها.
وقد لاحظت تطوّرا مبهرا خلال هذه السنوات التي تعدّدت فيها زياراتي للصين: فإلى جانب القفزة النوعيّة التي شهدها القطاع الإعلامي، إذاعة وتلفزيون، وذلك خاصّة من خلال توظيف التقنيات الرقميّة الجديدة والذكاء الاصطناعي، لا يخفى على أيّ زائر نجاح السلطات الصينيّة في الحدّ من التلوّث الهوائي في شوارع المدن الصينيّة ونماء العمران، والجودة العالية للخدمات التي تقدّم للزائرين في مختلف المنشآت الصينيّة.
ومن المذهل حقّا، أنّني وبالرغم من زياراتي المتكرّرة، فأنا على موعد في كلّ مرّة مع اكتشاف جديد واندهاش متجدّد.
ويظلّ إعجابي الكبير بالصين ويتواصل.