التخطي إلى المحتوى

كتب محمد صوابى

 

تقول الدكتورة اميرة، الفيشاوي. مع إقتحام العالم الرقمي داخل جميع مؤسسات الحياة التعليمية ، الثقافية، الإعلامية وفي شتي مجالات الحياة .أصبح العمل من خلال العالم الرقمي مربحآ بشكل هائل ليس فقط للمؤسسات وإنما أيضا للأفراد من خلال عمله الفردي الرقمي .دائما وحسب الطبيعة البشرية، يشعر الإنسان بالإنتماء إلي ما يريح النفس ويعلو بها. “الإنسان” بطبيعته ينتمي إلي الكرامة والعلو وإلي سعيه لرزقه وإلي إحترامه لإنسانيته. ومن هنا قد يبدأ الصراع. نعم الصراع ،الصراع بين الوظيفة للإنسان الذي قد يعتقد البعض أن هذه الوظيفة قد تقتل إبداعه ، بين التحكم والصراعات الوظيفية وقتل الأحلام وقلة المال بالمقارنة بالعالم الرقمي العالمي وبين وظيفته. العمل الرقمي الفردي قد يعود علي الفرد أولآ “بالمال” ثانيا “الكرامة” إذا أحسن الفرد إستخدامه “والحرية “دون شروط وضغوط. الصراع قد يحدث أيضآ بين فرد وبين مؤسسة بأكملها. بمعني هل من الممكن أن الفرد نفسه يصل إلي النجاح والمال والتطور في العمل أعلي من مؤسسة كاملة ؟؟. نضرب مثل لهذا : الدكتور قد يعمل في مؤسسة ما قد لا تعود عليه بالمال الوافر أو الشهرة أو تحقيق الطموح.ولكن هذا الدكتور قرر أن يعالج المرضي اون لاين ، فصنع إسم وشهرة وبدأ في تحليل الأمراض وعلاج المرضي رقميآ حتي كاد أن يصل إسمه وعمله إلي العالم وأصبح معروفآ عالميآ بنجاحه وعمله . فحقق هذا الدكتور المال والنجاح والطموح والرزق. هنا أعتقد أن المؤسسات من الممكن أن تدخل في صراع مع أفراد أو بمعني آخر من الممكن أن ينافس فرد بعقله ونجاحه وتميزه مؤسسة كاملة، حتي أن المؤسسة أكملها فشلت إلي وصول نجاح هذا الفرد.وبالتالي ينطبق هذا علي جميع المهن . كالمدرس ، الإعلامي ، الممثل حتي رجل الأعمال والتاجر. بإقتحام العالم الرقمي ستتغير الحياة، وتختلف مقاييس النجاح والرزق والعمل عالميآ. أعتقد أن هذا العالم الرقمي الجديد وإقتحامه للحياة سيكون له مميزات وأيضآ سلبيات. من ضمن هذه المميزات هي : ظهور المتميزين في شتي المجالات وإتاحة لهم الفرصة لهذا. (٢) أصبح الآن الفرد قادر علي أن ينافس مؤوسسة بأكملها إن يمتلك القدرات العقلية والمهنية المميزة السليمة للعمل من خلال العالم الرقمي. بالرغم أن هذا يعتبر من المميزات التي قد تعود علي الفرد فقط، ولكنه يعتبر خطرا علي مؤسسات المجتمع ، حيث أن الأفراد ستنسحب من خارج النطاق الوطني إلي النطاق العالمي وبالتالي إن كان الوطن مازال متمسك بأبنائه وإنتمائهم ،إذن علي المؤسسات تغيير سياستها وتعاملتها مع المتميزين عن طريق : إعطاء أولوية العمل والتميز الحق للمتميز وليس لصاحب النفوذ أو المال ، التقدير المعنوي اللازم للمتميز وتهيأة له الظروف للإبداع ، الإحتواء النفسي وإجتذاب الطاقات الشبابية للوطن وليس تعمد إساءة معاملتهم والإستخفاف بعقلهم وأرائهم أو تعرضهم لمعاملة مهينة مما قد يؤدي إلي إنسحاب طاقة العمل البشرية الوطنية من المؤسسات الوطنية ليستبدلها بالمؤسسات الرقمية العالمية. وأخيرآ : التقدير المادي للمتميزين وبالتالي إحتوائهم ماديآ ونفسيا ومعنويآ دون العنف والإرهاب النفسي. أصبحنا الآن في عالم واحد رقمي وبالتالي أصبحت مهمة الوطن أصعب في الحفاظ علي هويته والإحتفاظ بشبابه وطاقته البشرية لمصلحته. أما عن السلبيات عن طريق العمل من خلال العمل الرقمي فأولآ : السعي للرزق من خلال العالم الرقمي قد أحيانإ وليس في معظم الأوقات يؤدي إلي إنعدام القيم. نجد أحيانا أن بعض الأفراد قد يتخلون عن مبادئهم لتحقيق المشاهدات التي قد تحقق الربح بلا مرعاة للقيم أو الأخلاق مثلآ عن طريق ترويج الشائعات أو عمل فديوهات منافية للأخلاق. ثانيآ : فكرة الإنتماء ، أصبح الإنتماء الآن لهذا العالم الرقمي بلا دراية أو علم للجهة التي تدير هذا العالم الرقمي وبالتالي جهل أهداف هذا العالم أو بعض المواقع التي قد تستغل بعض الطاقات البشرية لأهداف ما دون علم منهم . أصبحت التحديات الآن أقوي وأصعب بين العالم الرقمي العالمي الواحد و العالم الوطني. المسئولية تقع علي عاتق ليس فقط الفرد أو الأسرة وإنما أيضآ علي المسؤولين والمؤسسات في إدارة هذا العالم بحكمة وأيضا إدارة طاقة الوطن البشرية بحكمة وعدل وتقدير، لمواكبة هذا العالم الرقمي الجديد والحفاظ علي الوطن بطاقته البشرية والعملية المحبة للوطن التي قد تساعد هذه الأجيال علي مواجهة التحديات بين العالم الرقمي العالمي والعالم الرقمي الوطني