قال الرئيس عبد الفتاح السيسى، إنه تم التوافق خلال المباحثات مع رئيس أوزبكستان “شوكت ميرضياييف” على أهمية إيجاد حل لقضية سد النهضة وتشجيع الجانب الإثيوبي على توقيع اتفاقية ملزمة قانونيا بشأن ملء وتشغيل السد.
وثمن الرئيس السيسى العلاقات بين مصر وأوزبكستان ووصفها بالأخوية والتاريخية، مشيرًا إلى أن مصر كانت أول دولة عربية اعترفت باستقلال أوزبكستان عام 1991، كما أن مصر أول دولة عربية أقامت علاقات دبلوماسية وافتتحت سفارة فى طشقند عام 1993، معربا عن تقديره لزيارة الرئيس ميرضياييف إلى مصر ردا على زيارته إلى أوزبكستان عام 2018.
جاء ذلك فى كلمة الرئيس السيسي خلال المؤتمر الصحفي المشترك الذى عقده ورئيس أوزبكستان عقب مباحثاتهما اليوم الثلاثاء بقصر الاتحادية.
وأضاف الرئيس السيسى أنه تم أيضا الاتفاق على سرعة عقد اللجنة المصرية الأوزبكية المشتركة للتعاون الاقتصادي في أقرب وقت ممكن ووضع الاتفاقيات الموقعة بين الجانبين موضع التنفيذ، مؤكدا أهمية التعاون الأمني والمعلوماتي في مجال مكافحة التطرف.
وعبر الرئيس السيسى عن تقديره لرئيس أوزبكستان في أول زيارة له لمصر رددًت على الزيارة الرسمية التي قام بها الرئيس السيسى في عام 2018، مضيفًا:”نحن نعرف بلادكم العظيمة على المستوى التاريخي، أنها بلاد ما وراء النهرين، ونعلم سمرقند، ومدينة بخاري، والإمام البخاري، والترمذي، والزمخشري، وعلماء عظماء من علماء المسلمين”.
وتابع الرئيس السيسى:”اسمح لي فخامة الرئيس هنا في مصر مثل ما قمت فخامتك بزيارة مقياس النيل أمس، فهناك أحمد الفرغاني، وجامع ابن طولون، التي تعد أيضا من العلامات الجميلة الموجودة في مصر لأوزبكستان”.
وأشار الرئيس السيسى، إلى دور الأزهر المعتدل والمتوازن في نشر التعاليم الإسلامية السمحة، واستقبال الطلاب من أوزبكستان للدراسة به؛ مضيفًا بأن زيارة رئيس أوزبكستان إلى مصر جاءت لاستكمال المباحثات والعلاقات بين البلدين في المجالات المختلفة، كما أن المباحثات التي تم تناولها بين الجانبين أثمرت عن توقيع مجموعة من الاتفاقيات في مجالات مختلفة خاصة بالتجارة والصناعة والزراعة والسياحة، مؤكدا أن هذه الاتفاقيات ستعطي قوة دفع بين البلدين.
وأكد الرئيس السيسى، على أهمية العمل على زيادة الميزان التجاري بين البلدين الذي لا يعكس حجم الاحترام والثقة والإرادة السياسية في التعاون بين البلدين، موضحًا أن المباحثات أيضا تناولت استمرار التعاون والدعم المتبادل في المحافل الدولية، موجها الشكر والتقدير لأوزبكستان لدعمها مصر في الحصول على صفة المراقب في منظمة شينغهاي.
وأوضح الرئيس السيسى، أنه تم الاتفاق على أهمية إيجاد حل للقضية الفلسطينية “حل الدولتين على حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية”، كما أكد أهمية إيجاد حل سياسي للنزاع الروسي الأوكراني لما له من تأثيرات على العالم كله .
وهنأ الرئيس السيسى أوزبكستان على توقيع اتفاقية مع قيرغيزستان بشأن موضوع المياه في أوزبكستان، موجها الشكر لنظيره الأوزبكى على دعوته لزيارة أوزبكستان ، ومعربا عن تطلعه لتلبية تلك الزيارة في أقرب فرصة.
من جانبه، أكد رئيس أوزبكستان شوكت ميرضيايف وجود توافق كبير مع مصر في العديد من القضايا وسبل حلها من أجل تحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة، مؤكدًا أن “أوزبكستان لديها تقارب كبير في مجال التعاون السياسي مع مصر فيما يخص العديد من القضايا في المنطقة من بينها القضية الفلسطينية ومسألة سد النهضة والنزاع الراهن بين روسيا وأوكرانيا”.
وأشار رئيس أوزبكستان، إلى أن المباحثات التي أجراها مع الرئيس عبد الفتاح السيسي أسفرت عن دعم سبل تعزيز التعاون في كافة المجالات خاصة في ظل تطابق برنامجي أوزبكستان مع برنامج الجمهورية الجديدة التي يتم تنفيذها حاليا في مصر.
وأوضح “ميرضياييف”، أنه تم الاتفاق مع الرئيس السيسي خلال المباحثات على تعزيز التعاون والتنسيق الشامل بين البلدين في المجالات السياسية واللوجيستية والصناعية، خاصة في مجال مكافحة الفساد بما يصب في مصلحة البلدين.
وأعرب “ميرضياييف” عن استعداد بلاده لإتاحة كافة الظروف والإمكانيات من أجل تنفيذ جميع المشاريع ذات المنفعة المتبادلة بين البلدين، منوها إلى أن بلاده لديها اتفاق كبير مع مصر حول أهمية مواصلة العمل والتعاون بشكل فعال خاصة خلال الفترة الحالية التي وصفها بـ”غير مستقرة والمهددة” في جميع دول العالم.
وتطرق رئيس أوزربكستان، إلى أهمية تحقيق استقرار الأوضاع في أفغانستان وعدم تقليل المساعدة الدولية إلى الشعب الأفغاني، مشيرا إلى أنه بحث مع الرئيس السيسي الوضع الداخلي في أفغانستان وسبل الوصول إلى حل ينهي هذا الصراع.
وتحدث رئيس أوزبكستان عن تقارب الشعب الأوزبكي من عادات وقيم الشعب المصري، مؤكدا الاتفاق مع مصر على تعزيز التعاون في العديد من المجالات مثل العلوم والتعليم والتراث التاريخي والثقافي، وتأييد بلاده لكافة الأفكار المصرية التي طرحت في هذا الشأن.
وأوضح “ميرضياييف”، بأنه تم خلال الاجتماع الاستماع إلى مداخلات من قبل وزراء مصر”، معربًا عن تأييد بلاده للمبادرات والأفكار التى طرحت.
وقال رئيس أوزبكستان:”أعزائي الصحفيين أعربنا عن رأينا المماثل بشأن مواصلة تأييد بعضنا البعض بشكل فعال في إطار المنظمات الدولية والإقليمية، بما في ذلك الأمم المتحدة ومنظمة التعاون الإسلامي ومنظمة شنغهاي للتعاون وذلك لفترة حالية غير المستقرة والمحددة في العالم”.
وقال إن إبداع مصر العديد من الأعمال الفنية وإخراج المنتجات الإعلامية والعروض التقديمية حول تاريخ أوزبكستان القديم وثقافتها الغنية يمثل الاحترام تجاه شعبنا، مضيفًا: إن العالم الأوزبكي أحمد الفرغاني ممثل النهضة الإسلامية وضع قاعدة متينة لتقوية الروابط الأخوية بين الشعبين”، مقترحًا أن يتم تأسيس جمعية صداقة باسمه لكي يتم عن طريقه التعاون الإعلامي في إطار تلك الجمعية.
وقال رئيس أوزبكستان، إن لثقافة الفريدة لمصر والمسرح والسينما وفن الغناء معروف لدى الشعب الأوزبكى، “ونحن بانتظار الجولات الإبداعية للشعراء والكتاب والفنانين المصريين إلى أوزبكستان”.
وأوضح بأنه تم التأكيد على أن علاقة البلدين طويلة الأمد وتستمد قوتها من الجذور المشتركة، وسترتفع لآفاق جديدة وفقا لطموحات الشعبين والخطط الكبيرة التي تم وضعها اليوم.
وفى ختام كلمته، أعرب رئيس أوزبكستان عن أمنياته لمصر التي تعد من المهود القديمة للحضارة العالمية وتنطلق اليوم قدما إلى المستقبل وتعيش بروح ونفس جديدين، كل الخير والبركة ودوام التقدم والرقى.