الدكتور عبد العظيم الجمال ..أستاذ الميكروبيولوجي والمناعة
بجامعة قناة السويس..
يستئصل 3 أورام سرطانية في جسد البحث العلمي
إحذروا : الخطر القادم في البكتيريا المقاومة
لكافة المضادات الحيوية
إنتبهوا . . غياب الدعم ب المليارات جدار عازل يمنع تحويل
منظومة البحث العلمي لمشروع قومي عملاق
جائزة نوبل في مجال البحث العلمي أمرا صعب المنال
لهذا السبب
حاوره / أبوالمجد الجمال
كالخيول الشامخة الأصيلة في ميدان المعركة التي تصر علي إقتناص النصر المبين وتحقيق المجد الخالد لبلادها يقف علي نفس النسق فرسان من نوع آخر يقهرون المستحيل ويحققون الصعاب في معركة البحث العلمي العالمي
. . وكعبقرية الخالدون “أحمد زويل” في الفيزياء و”مجدي يعقوب” في الطب و”عباس العقاد” و”نجيب محفوظ” في الأدب يقف فرسان البحث العلمي المصري كعلامة مضيئة في تاريخ البحث العلمي بمايحققوه من قفزات بحثية مذهلة في زمن قياسي وجيز يبهر العالم
. . وكفرسان “القوي الناعمة” في مجال الفن من أمثال العباقرة الضاحك الباكي “نجيب الريحاني” وأبوضحكة جنان “إسماعيل ياسين” يظل عباقرة البحث العلمي المصري صناع الإرادة والمستحيل علماء أفذاء قلما يجود بهم الزمان يكرسون كل وقتهم وجهدهم ويفنون زهرة شبابهم في محراب البحث العلمي من أجل خدمة البشرية جمعاء
. . وبين هذا وذاك وذاك تبقي شعرة رقيقة تربط بين كل هؤلاء العباقرة في مجالات الفن والأدب والطب والبحث العلمي ألا وهي أنهم صناع المجد والتاريخ والحضارة والعلم في العصر الحديث ليقولون للعالم بأسره : “المصريين أهم”
. . ويالأرقام يحتل نحو “689 عالما” من أعضاء هيئة التدريس بالجامعات المصرية وحدها مراكز متقدمة ضمن قائمة جامعة “ستانفورد” الأمريكية لأفضل 2 % من علماء العالم وتقوم معايير الإختيار في التقييم والترتيب علي أساس عدد الإستشهادات للأبحاث الخاصة بالباحثين وعدد أبحاثهم المنشورة وكلما زادت جودة الأبحاث زادت عدد الإستشهادات وتقدم الترتيب بالقائمة . . بحسب ماكشفه نائب رئيس الجامعات المصرية اليابانية للتعليم وأستاذ هندسة الطاقة الدكتور “سامح ندا” أثناء حواره لبرنامج “من مصر” الذي يقدمه الإعلامي “عمرو عبد الجليل” عبر فضائية “cbc”
. . هذا ويعد وجود هذا العدد الضخم من الباحثيين المصريين في القائمة دليل صريح وواضح علي إثراء منظومة البحث العلمي في مصر
. . ومؤخرا إقتنص نحو 13 من أعضاء هيئة التدريس بجامعة قناة السويس من ذوي القدرات البحثية الفائقة والمذهلة في مجالات عده مراكز متقدمة في موسوعة قائمة 2% من العلماء الأكثر تميزا وتأثيرا من بين “200 ألف” عالما في “22 تخصصا” مختلفا في ‘150 دولة” مايعكس تبني وتميز الجامعة في دعم جودة مخرجات البحث العلمي وتعزيز الإهتمام بالجانبين البحثي والأكاديمي عبر قفزات مذهلة في عدد الأبحاث المنشورة في المجلات الدولية المتخصصة في هذا المحال بحسب مانقلته الدراسة المنشورة في المجلة الدولية المرموقة “pols biology” عن تصنيف جامعة “ستانفورد” الأمريكية للعلماء حول العالم إعتمادا علي قاعدة بيانات “Scopus” . . بحسب تصريحات رئيس جامعة قناة السويس الدكتور “ناصر مندور” وهم :
١. ا.د محمد عبد الدايم
٢. ا.د عبد العظيم الجمال
٣. ا.د صلاح مصيلحي
٤. ا.د عبد العليم السعدني
٥. ا.د ناصر مصطفي
٦. ا.د أحمد الشامي
٧. ا.د فريد طنطاوي
٨. ا.د نهلة الشناوي
٩. ا.د عمرو القلش
١٠. جمال المصري
١١. سعيد نوار
١٢. ا.د باسر محمد
١٣. ا.د سوسن زيتون
. . ومن جانبه اعتبر نائب رئيس جامعة قناة السويس لشؤون الدراسات العليا والبحوث الدكتور “محمد سعد زغلول” في تصريحات صحافية هذا الإنجاز العلمي العالمي للباحثيين المتميزين بالجامعة يعكس مكانة الجامعة المرموقة في مجال البحث العلمي . . بل ويعكس أيضا أهمية الدور الحيوي الذي تقدمه الجامعات والمراكز البحثية في خدمة المجتمع والناس
. . فيما أضافت مديرة مكتب التعاون الدولي بجامعة قناة السويس الدكتورة “سحر الشاطوري” في تصريحات صحافية مؤشرات عده تقوم عليها الإستشهادات العلمية التي تعتمد عليها قائمة التصنيف أهمها معاملي هيرش المعدل لقياس التأليف المشترك والإنتاجية العالمية للباحثين بجانب عدد الإقتباسات من أبحاث علمية منشورة
. . “الحقيقية نيوز” تنفرد بأول حوار مع رئيس قسم الميكروبيولوجي والمناعة بجامعة قناة السويس الدكتور “عبد العظيم الجمال” المنصف ضمن قائمة أفضل 2 % من العلماء الأكثر تأثيرا وتميزا عالميا لهذا العام . . وخلاصة الحوار أن الدكتور “الجمال” حذر عبر أبحاثه من الخطر القادم الذي يهدد البشرية في البكتيريا المقاومة لكافة المضادات الحيوية وحدد من جهة أخري 5 شروطا لحصول منظومة البحث العلمي علي جائزة نوبل وتشمل إكتشاف علمي جديد يخدم البشرية وتنفيذ مشاريع قومية عملاقة وتوفير الدعم الكلي بالمليارات وتعاون دولي وثيق وبذل مزيدا من الجهد علي مدار سنوات طويلة . . وإلي تفاصيل الحوار :
قلت له : بداية نود أن نفهم ماذا يعني إدراج 13 أستاذا بجامعة قناة السويس وأنت واحدا منهم ضمن تصنيف جامعة”ستانفورد” الأمريكية لأفضل 2 % من العلماء علي مستوي العالم ؟
“13 عالما” من نوابغ العلم في جامعة قناة السويس أعادوا ضمن “689 عالما” مصريا صناعة الحضارة والتراث والتاريخ وليس في ذلك أدني مبالغة فالتميز في البحث العلمي بشهادة أكبر جامعات العالم إنجاز علمي حقيقي يعكس مدي حجم الإهتمام والدعم الكامل لمنظومة البحث العلمي في مصر قيادة وحكومة هكذا جاءت إجابته ليست كالكلمات وإنما كفصل الخطاب عندما قال نصا : يعد إنجازا دوليا يساعد على رفع مكانة الجامعة عالميا . . وتأكيدا جديدا على تميز باحثيها علميا بشهادة دولية متميزة ومستحقة.
سألته . . ما المعايير التي يتم علي أساسها إدراج العلماء ضمن تصنيف جامعة “ستانفورد” الأمريكية للعلماء علي مستوي العالم ؟
الكفاءة والتفوق والتمييز والمهارة والجودة خماسي “كلمة السر” في قائمة جامعة “ستانفورد” الأمريكية لأفضل 2 % للعلماء علي مستوي العالم كان هذا هو موجز إجابته أما التفاصيل فنقطة ونبدأ من أول السطر :
يعتمد التصنيف على عدة عوامل وتشمل عدد البحوث ورصانتها وعدد الإستشهادات المرجعية لها ومعامل هيرش للباحث h-index ومعامل هيرش المعدل للتأليف المشترك hm-index. والتصنيف منشور ومتاح على دار نشر “السيفير” الشهيرة
قلت له : مانوعية الأبحاث التي أجرتها حتي يقع عليك الإختيار لتكون ضمن أفضل العلماء علي مستوي العالم ؟
إحذروا المضادات الحيوية المقاومة للبكتريا فهي الخطر الحقيقي القادم الذي يهدد البشرية هكذا فجر لغم المفاجأة الشائكة وهكذا كانت إجابته قائلا : أبحاثي متخصصة في مجال الميكروبيولوجي تركز مؤخرا على البكتيريا المتعددة المقاومة للمضادات الحيوية ( Superbugs) والتي تعتبر تهديدا خطيرا للصحة العامة . . حيث تتناول أبحاثي عوامل وجينات الضراوة لهذه البكتيريا و التي تمكنها من احداثية المرض . . كما تختبر مقاومتها للمضادت الحيوية وتحديد جينات مقاومة المضادات الحيوية التي تمكنها من ذلك . . وكذلك كيفية تشخيصها والتوصيات التي يجب إتباعها لعدم ظهور هذه الأنواع من البكتيريا الشديدة الخطورة . . ولقد تمكنا “أنا وفريقي البحثي” من رصدها من العديد من الأغذية مثل الألبان ومنتجاتها واللحوم ومنتجاتها . . وأيضا تم عزلها من حالات مرضية من الإنسان وكذلك من الأسماك والدواجن . . والأمراض الناجمة عن هذه البكتيريا يصعب علاجها بغالبية المضادات الحيوية لذا تشكل خطورة شديدة على الصحة العامة . . ومن وجهة نظري اعتبرها بمثابة الخطر القادم الذي يهدد البشرية وخاصة “Pan-drug resistant bacteria” وهي البكتيريا المقاومة لكافة المضادات الحيوية.
سألته : ماقصة إختيارك محررا ومحكما في العديد من المجلات الدولية المتخصصة ؟
للتحكيم فرسان . . هكذا رد بقوله : شرف لي وتتويج لجهود دعم منظومة البحث العلمي في مصر وتاج علي رأس جامعتي الداعمه للمنظومة ذاتها بل وتأكيدا جديدا علي ذلك بأن تم إعتمادي محررا في العديد من المجلات الدولية المتخصصة المرموقة مثل
Frontiers in Immunology
Frontiers in Microbiology
Bioengineered
BMC Microbiology
كما قمت مؤخرا بفضل من الله وبتعاون بحثي دولي بنشر بحثين في المجلات الدولية المرموقة:
The Lancet (Impact factor 202.7)
وهي المجلة الاعظم و ذات معامل التأثير الأعلى في العالم. حيث تم نشر دراسة حديثة عن عوامل خطر الإصابة بالسرطان عالميا.
وأيضا تم نشر دراسة دولية حديثة عن العدوى التنفسية عالميا في المجلة الدولية المرموقة جدا
The Lancet Infectious Diseases (Impact factor: 71.4).
وأيضا بفضل من الله وكرمه تم إعتمادي محكما علميا في عشرات المجلات الدولية المتخصصة ذات معامل التاثير العالي.
قلت له : ماالمعايير التي يتم علي أساسها إختيار أساتذة الجامعات والباحثين كمحررين ومحكمين في المجلات الدولية المتخصصة ؟
السمعة العلمية ثم الأكاديمية الدولية للباحث . . هكذا جاءت إجاباته قاطعة ودامغة . . بجانب مدى جودة الأبحاث التي تم نشرها في التخصص في مجلات مرموقة ذات معامل تاثير عالي . . علاوة علي رصانة الأبحاث وعدد الإستشهادات الخاصة بها . . هذا بخلاف دور الباحث في البحث ( باحث رئيسي ومسئول النشر) . . ناهيك عن أهمية الأبحاث وقابليتها للتطبيق.
طاردته بلغم هذا السؤال الشائك والملغوم : ماذا تتمني لمنظومة البحث العلمي محليا وإقليميا ؟
ففجر حقول الألغام الشائكة . . وجاءت إجابته علمية دقيقة ومدروسة . . لتكشف عن كثب واحدة من أخطر الألغام التي تعد بمثابة جدار عازل يمنع تحويل منظمة البحث العلمي كمشروع قومي عملاق ألا وهي منظومة الدعم الكامل التي تحتاج للمليارات وتفوق طاقة وإمكانيات بعض الدول . . ومن هذا المنطلق قال : أتمنى أن تصبح منظومة البحث العلمي مشروعا قوميا تلتف حولة الدولة والشعب . . فهو سر تقدم الأمم و نهوضها في شتى مجالات الحياة . . كما أتمنى أن يلقى البحث العلمي الدعم اللازم سواء من الدولة أو مؤسسات التعليم العالي والمجتمع المدني كذلك.
دخلت عش الدبابير وإقتحمت حقول الألغام وقلت له : لماذا لم يحصل البحث العلمي في مصر علي جائزة نوبل حتي الآن ؟
بمشرط الطبيب الجراح الذي يجتث الورم السرطاني الخبيث من جذوره قبل أن يتكاثر ويعود أكثر ضراوة وخطورة وينهش في جسد البحث العلمي ويقتل حلم الحصول علي جائزة نوبل في المجال ذاته حال عدم إكتشاف علمي جديد والذي يحتاج لمشاريع عملاقة . . ومن هنا جاءت إجاباته بقدر تشبعه بلغة البحث العلمي الذي هو بالنسبة له كالماء والهواء . . ليؤكد علي أن جائزة نوبل هي جائزةٌ سنويّة تُمنحُ للمبدعين في المجالات المُختلفة حول العالم . . وقد اطلق عليها هذا الاسم نسبةً إلى مخترع الديناميت السويديّ “ألفرد نوبل” حيث صادق على هذه الجائزة في وصيّته المُوثّقة من خلال النادي السويديّ عام 1895م في مُحاولة منه لإصلاح ما تسبّب فيه اختراعه من دمار عند إستخدامه في الحروب . . حيث قام نوبل بالتبرع بمعظم ثروته لهذه الجائزة . . ويُعطى حقُّ الترشيح للأشخاص الذين سبقَ وحصلوا على الجائزة من قبل . . كما يُرشَّح مستلمو الجوائز في مجالات “الكيمياء والإقتصاد والفيزياء والطب” من قِبَل أكاديميّة العلوم وأعضاء لجنة جائزة نوبل . . هذا ويحلمُ الكثيرون بنيلِ جائزةِ نوبل لكونها تقديراً عالميّاً ووساماً علميّاً مُشرّفاً . . حيثُ لا يناله إلا القلّة من الرياديّين والمُتخصّصين في العالم ويُعدّ الحصول عليها حلما صعب المنال . . فلابد من أن تصل إلى إكتشاف علمي جديد يؤثر في تاريخ العلم و يخدم البشرية . . وهو ما يحتاج لمشاريع عملاقة قد تتكلف مليارات الجنيهات وتعاون دولي والعمل لجهد لعشرات السنوات ليس من أجل الجائزة ولكن من أجل تحقيق هدف المشروع وخدمة البشرية.
أخيرا سألته . . لمن تهدي إدراجك في موسوعة قائمة 2 % من العلماء الأكثر تميزا وتأثيرا من بين “200 ألف” عالما في 149 دولة بحسب مانقلته الدراسة المنشورة في المجلة الدولية المرقوقة “Plos Biology” عن تصنيف جامعة “ستانفورد” الأمريكية للعلماء علي مستوي العالم ؟
لأن مصر وطن يعيش فينا . . وبقلب العالم والإنسان . . جاءت إجابته لتهز المشاعر والوجدان قائلا : أهديه لبلدي الحبيبة مصر وجامعتي الغالية جامعة قناة السويس . . وأتمنى من الله عز وجل دوام التوفيق والسداد . . فلابد للإنسان أن يحيا من أجل هدف سام و يسعى لتحقيقه ويجتهد ويأخذ بالأسباب ويركز على هدفه مهما قابلته الصعوبات والعراقيل . . ولولا مشقة الطريق ما تذوق الإنسان متعة النجاح والوصول للهدف . . وتعهد ببذل مزيدا من الجهد والكفاح والعرق في مجال البحث العلمي حتي تكون مصر في مصاف الدولة المتقدمة في هذا المجال.