أسرار كثيرة تم اكتشافها داخل جماعة الإخوان، أبرزها إظهار محاولات الجماعة الإرهابية صناعة مليشيات مسلحة بديلة عن أجهزة الدولة الأمنية على غرار الحرس الثورى، حيث استطاع مسلسل الاختيار 3 توثيق شعار جماعة الإخوان الإرهابية الذى طبقته فعلا وليس قولا يـ” يا نحكمكم يا نقتلكم”.
وبجانب الأسرار الموثقة التى كشفها مسلسل الاختيار 3 صنع حالة وعى لدى المصريين والشعوب العربية بحقيقة تنظيم جماعة الإخوان الإرهابية، كما أظهر مسلسل الاختيار 3 قلب التنظيم من الداخل لجموع الشعب المصرى، وعرف الكبير والصغير، كيف سعت جماعة الإخوان الإرهابية لتفكيك مؤسسات الدولة.
مسلسل الاختيار 3 تسبب فى نزيف خسائر للجماعة الإرهابية، هذا ما أكده هشام النجار الباحث فى شئون حركات الجماعات الإسلامية، قائلا: “بدت خسائر الإخوان بعد عرض المسلسل مضاعفة فالجماعة التى كانت تعول على رواية مظلوميتها وضح بالوثائق أنها هى سبب كل ما حدث لها من كوارث بغباء قادتها وتدخل مكتب الإرشاد فى شؤون الحكم وجعل محمد مرسى العياط مجرد وكيل عنه فى السلطة، فضلا عما وثقه المسلسل من تآمر على الدولة مع جهات خارجية وعدم امتلاك برنامج لإدارة الدولة يخفف من معاناة الناس الحياتية، ولذلك بدأت لجان الإخوان على وسائل التواصل الاجتماعى حملة ممنهجة للهجوم على المسلسل ونشر الأكاذيب حوله فى محاولة للتقليل من قيمته وأثره”.
وأشار إلى أن تدل ردود الأفعال المهووسة تلك من قبل الجماعة على أن المسلسل قد أصاب أهدافه بدقة لدرجة أوجعت الجماعة بشدة وهى التى كانت تراهن دائما على أن وعى البعض مغيب وأن الكثيرين لا يعلمون الحقائق ولا يدرون حقيقة ما جرى من أحداث وخلف الكواليس طوال عام حكمها وما بعده، لذلك كان كشف هذا كله من خلال عمل درامى موثق يعرض فى رمضان ويراه غالبية المصريين والعرب ضربة فى الصميم أصابت الجماعة بالتخبط والهذيان”.
وأكد أن مسلسل الاختيار قلب الطاولة على الإخوان وسحب سلاح القوة الناعمة والدراما لصالحه وتمكن منه بقوة فى يده بعد أن كانت الجماعة وداعميها قبل عرض الاختيار بأجزائه الثلاثة تستخدم هذا السلاح بمسلسلات موجهة زيفت التاريخ والواقع وتأثر بهذه الأكاذيب بعض المصريين والعرب”.
فيما رصد عمرو فاروق الباحث فى شئون حركات الجماعات الإسلامية، انعكاس مسلسل الاختيار 3 على جماعة الإخوان الإرهابية، مؤكدا أن الجماعة الإرهابية تهاجم المسلسل لأنه كشف حقيقة التنظيم، قائلا :”منذ عرض مسلسل “الاختيار” لم تتوقف الحملات الممنهجة من جماعة “الإخوان” للنيل من العمل الدرامى والقائمين عليه، سعيًا إلى التشويش على رسالته التى تمثل ضربة استباقية فى قلب الجماعة التى تلاعبت مرارًا بالحقائق المرتبطة بالمراحل الزمنية السابقة، وتشويه المرويات التاريخية والأحداث السياسية، وثمة تخوفات حقيقية لدى جماعة “الإخوان” من مسلسل “الاختيار”، ومشروع الدراما والسينما الوطنية الذى شرعت فيه الدولة المصرية على مدار السنوات الماضية، باعتباره يشكل تهديدًا لمستقبل الجماعة الفكرى والسياسى والتنظيمى، من خلال تناول الأحداث والوقائع الموثقة التى لا تقبل الشك أو التزييف وطرحها أمام الرأى العام، وقطع الطريق على الجماعة للتلاعب بتاريخ تلك المرحلة بالأكاذيب الملفقة والتخفى فى طور “المظلومية التاريخية”.
وأضاف عمرو فاروق: “ساهمت دراما “الاختيار” بشكل غير مباشر، فى تحصين عشرات الأجيال الحديثة من مخاطر الاستقطاب والاستغلال والوقوع فى شباك “استراتيجية العقول البيضاء”، التى تعتمد عليها جماعة “الإخوان” فى محاولة إعادة تموضعها وخروجها من التعثر الفكرى، والتخبط التنظيمى، كونها تعتبر الفئات الشبابية بمثابة المخزون الاستراتيجى لضمان بقائها وتمددها تاريخيًا وسياسيًا.
وقال :”يسعى القائمون على مسلسل “الاختيار” إلى وقف التمدد الفكرى والتنظيمى لجماعة “الإخوان”، وتقديم تصحيح للمفاهيم والرؤى المغلوطة التى صاغتها وسوقتها على مدار أكثر من 90 عامًا، تولدت خلالها منهجيات التكفير والعنف المسلح التى هددت السلم المجتمعى، انطلاقًا وتحقيقًا لنظرية “أستاذية العالم” ودراما “الاختيار”، وثقت الدور الوطنى لرجال المؤسسة العسكرية، ودورهم فى الحفاظ على سيادة الدولة المصرية ومقدراتها، وحمايتها من الوقوع فى أتون الحرب الأهلية والاقتتال الداخلى، على أيدى الجماعات الأصولية المسلحة التى لا يعنيها سوى تحقيق مآربها على حساب الدولة ومؤسساتها.
وأكد أنه فى إطار سعيها الدائم إلى اختراق مؤسسات الدولة والتغلغل فى أركانها وأروقتها وتطويعها فى خدمة المشروع القطبى، اعتمدت جماعة “الإخوان” على خطاب يساهم فى تدمير الولاء لمفاهيم “الدولة الوطنية”، مقابل إعلاء قيم لـ”الأممية الأصولية”، التى تمثلها الجماعة بفروعها المنتشرة عبر التنظيم الدولى فى أكثر من 80 دولة عربية وأوروبية، ملتحفة عباءة الدين زورًا وبهتانًا.
وأشار “فاروق” إلى أن مسلسل “الاختيار” قدم بلورة عملية لفكرة “القدوة الوطنية” التى غابت كثيرًا أو تم تغييبها عمدًا، عن أعين الأجيال الحالية، فى ظل تعرضها وتأثرها بمشاريع الحروب النفسية التى تم صوغها لتدمير الهوية الفكرية والثقافية للشارع المصرى والعربى، ومحاولة انتزاعه من عروبته وقوميته، لا سيما أن المؤسسات التعليمية والثقافية فشلت على مدار سنوات طويلة فى خلق الروح الوطنية وتأصيلها لدى الشباب الذين تُركوا لمخاض جماعات الإسلام السياسي.
وأوضح أن جماعة “الإخوان” وأتباع تيارات الإسلام السياسى انتهبوا إلى خطورة القدوة الوطنية وتأثيراتها فى الشارع المصرى، ومن ثم فى إطار عمليات الإحلال والاستبدال عمدت إلى تشوية الدور التاريخى للقوى السياسية والعسكرية، بما يضمن لها فراغ الحالة الذهنية لدى الأجيال الجديدة، وحشوها برموز فكرية أصولية أمثال سيد قطب وحسن البنا وزينب الغزالى ومصطفى السباعى وعبد الله عزام، وغيرهم.
وأشار إلى أن مسلسل “الاختيار” عرقل مخطط جماعة “الإخوان” التى كثفت تحركاتها على مدار السنوات الأخيرة (تحديدًا)، فى إسقاط هيبة المؤسسات الأمنية والعسكرية، ومن خلفها قضية “الانتماء الوطني”، من خلال حملات ممنهجة وممولة تدعو إلى رفض الانتماء إلى تلك المؤسسات، والتشكيك فى سمعة القائمين عليها، بما يضمن القضاء على قاموس “القدوة الوطنية” فى التاريخ المصرى الحديث.
وتابع: “لم تغفل الدراما الوطنية عن التطرق إلى وسائل التجنيد والاستقطاب التى تنفذها جماعة “الإخوان” وحركات الإسلام السياسى بين أوساط الشباب، لمحاولة السيطرة عليهم نفسياً وذهنياً وعقلياً، تحت شعارات السمع والطاعة والولاء والبراء، و”بيعة الموت”، والانجراف بهم تجاه العمل المسلح، فضلاً عن توظيفها الآيات القرآنية والأحاديث النبوية الشريفة لخدمة الأهداف السياسية.
وقال: “لا شك فى أن صناعة الدراما والسينما تمثل تجسيداً لواقع ما تحياه الدولة المصرية تاريخياً، وقد تركت أثراً واسع الانتشار منذ نشأتها، لكنها مع الأسف، شهدتا تراجعاً ملحوظاً وحالة من التغريب على مدار سنوات طويلة أمام مشاريع أخرى تركية وهندية وأميركية، وعجزت عن أن تقدم محتوى وطنياً، رغم ضخامة الأرشيف الحركى للأجهزة السيادية فى قضايا الأمن القومى الذى يمكن تحويله إلى محتوى يخاطب وجدان الشارع المصري”.