التخطي إلى المحتوى

خطاب نجيب الذى ارسله لعبد الناصر ..ماذا كتب فيه؟ 

 

نجيب يكشف حقيقة ال_ 5جنيه  

 

 

تقرير يكتبه :علاء قنديل

“أدركت أنه بقي عليَّ واجب لا بد من أدائه قبل الرحيل أن أكشف ما سترته وأزيح ما واريته وأكمل الصور التي أشرت لوجودها” كلمات جاءت في مقدمة مذكرات اللواء محمد نجيب في كتابه “كنت رئيسا لمصر” حيث سعى للتقليب في أوراقه وذاكرته وبدأ في كتابة مذكراته بعدما قرأ ما نُشر عنه حتى بدأ فعلا في تسجيل الوقائع والأحداث التي وجد من المناسب ذكرها بخلاف وجود تفاصيل تم تجاهلها وأسماء أخرى لم ينشرها ولكنه سعى في كتابه للتأكيد أنه في فترة ما كان بالفعل رئيسا لمصر.

أخرج نجيب كتابه من مقدمة و14 فصلاً، حيث سمى كل فصل منها اسما خاصا يعبِّر عما يحتويه الفصل ووضع تحت اسم كل فصل مجموعة من النقاط والتي اقتبس فيها أهم العبارات من الفصل، وفي نهاية كتاب مذكراته وضع مجموعة من الخطابات المطبوعة بخط اليد ومجموعة من الصور له منذ انضمامه إلى المدرسة الحربية وحتى بعد خروجه من المنفى، والتي سرد فيها كأنها قصة يقولها على لسانه.

يحكى نجيب في الفصل الرابع عشر من الكتاب عن “أيام المعتقل” والتي سرد فيها رفضه للهروب خارج مصر بحجة وجود خطر على حياته، حتى طلب من الرئيس الراحل جمال عبدالناصر أن يتطوع كجندي عادي في جيش مصر ضمن القوات التي ستتصدى للعدوان الثلاثي على مصر في عام 1956، قائلا: “إلى السيد الرئيس جمال عبدالناصر السلام عليكم ورحمة الله- وبعد فقد يظن غيركم أني هازل أو محاول الدعاية لنفسي أو غير ذلك، ولكنكم تعرفون أخلاقي ومن ميزاتكم الفريدة القدرة على معرفه الرجال كما أن أي رجل شجاع أو أي وطني حميم يستطيع بسهولة أن يؤمن بصدق ما أكتبه إليكم الآن”.

يوضح نجيب، في خطابه الذي أرسله إلى عبدالناصر: “أريد أن نضرب للمواطنين مثلا جديدا على إنكار الذات والتضحية بكل شيء في سبيل البلاد، أريد أن نقف رجلا واحدا ندافع عن الوطن العزيز في هذه الساعة الحرجة، أريد منك أن تسمح لي بأعز أمنية وهي المشاركة في أقدس واجب وأشرفه وهو الدفاع عن مصر، فاسمح لي بالتطوع جنديا عاديا في جبهة القتال باسم مستعار وتحت أي رقابة شئت، دون أن يعلم أحد بذلك غير المختصين، وإني أعدك بأثمن ما أملك، أعدك بشرفي أن أعود إلى معتقلي إذا بقيت حيا بعد انتهاء القتال”.

وأضاف في خطابه: “بذلك تغسلون ما لحق بي من آلام، كما تسعدون العدد الكبير من الضباط والجنود المعينين لحراستي والمحرومين من شرف الاشتراك في القتال وتوفرون مبلغا كبيرا ينفق على هذه الحراسة، وأنا لا أريد سوى أن أختم حياتي ختاما شريفا، ولو خامركم الشك فيما أقول إني مستعد أن أقوم بعمل انتحاري كقيادة طوربيد أو أن أسقط بطائرة أو مظلة محاظة بالديناميت على أي بارجة أو هدف مهم من أهداف العدو، وهذا إقرار مني بذلك.. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته”.

يضيف نجيب في كتابه: “ولم يرد عبدالناصر على خطابي، ولم أجد ما أشارك به في المعركة سوى التبرع بمبلغ بسيط هو 5 جنيهات، وهو كل رصيدي في البنك، فأرسلت الشيك رقم 715847 على البنك الأهلي باسم عبدالحكيم عامر، لكنني فوجئت بالشيك يعود إلى ومعه خطاب من أحمد أنور يسبني فيه، ويسفه دوري في الثورة ويؤكد أنها ليست في حاجة لأموالي”، ليتابع في مذكراته والتي أرفق معها خطابه للرئيس الراحل جمال عبدالناصر وخطاب أحمد أنور يقول فيه “إن القوات المسلحة لم تكن ولن تكون بعوض الله وبهمة رجالها وبالروح التي بعثتها الثورة من العزة والكرامة التي خلقها زعيمنا في نفس كل فرد من أفراد الأمة في حاجة إلى مثل هذا المبلغ، أن نفسي لتبرأ أن تحيط القائد العام علما بتبرعك حتى لا أبعث في نفسه اشمئزازا من تصرف رجل انتسب إلى الجندية وانتسب إلى مصر في يوم من الأيام،

 

لذلك أرى أن أرد لك هذه القروش فمثلك أولى بها فربما تعوضك عن بعض ما فاتك من البذل والعطاء الذي يبذله أبطالنا اليوم”، وكان ذلك في 21 نوفمبر عام 1956.