يظهر فريق فلومينينسي البرازيلي للمرة الأولى في تاريخه ببطولة كأس العالم للأندية لكرة القدم، وذلك من خلال نسخة عام 2023.
وضرب الاهلي موعدا مع فلومينينسي في الدور قبل النهائي لبطولة مونديال الأندية، المقامة حاليا بالمملكة العربية السعودية، يوم الاثنين القادم، عقب فوزه الكبير والمستحق 3/1 على اتحاد جدة السعودي، اليوم الجمعة في الدور الثاني للمسابقة.
وجاء تأهل فلومينينسي للبطولة، عقب فوزه بلقب كأس أبطال أمريكا الجنوبية (كوبا ليبرتادوريس)، للمرة الأولى في تاريخه، بعدما تغلب على بوكا جونيورز الأرجنتيني 2/1 في المباراة النهائية التي أقيمت على ملعب “ماراكانا” في ريو دي جانيرو يوم الرابع من تشرين الثاني / نوفمبر الماضي.
التتويج التاريخي لفلومينينسي باللقب، جاء بعد محاولة سابقة في نهائي عام 2008، لكن الفريق خسر بضربات الترجيح أمام إل دي كيتو الإكوادوري، ليتأجل حلم التتويج القاري حتى إشعار آخر.
وانتهى انتظار فلومينينسي بعد 15 عاما، حينما توج باللقب على حساب بوكا جونيورز، لكن مشوار الفريق البرازيلي في المسابقة كان حافلا بالمحطات المهمة والصعبة.
وأوقعت القرعة فلومينينسي في المجموعة الرابعة إلى جانب أندية ريفر بليت الأرجنتيني، حامل لقب البطولة أربع مرات، وفريقا ذا سترونجست البوليفي وسبورتنج كريستال البيروفي.
وبعد بداية قوية فاز فيها على سبورتنج كريستال 3/1، ثم الفوز بهدف وحيد على ذا سترونجست، جاءت النتيجة الأكبر في مواجهة ريفر بليت، حيث نجح فريق ريو دي جانيرو في اكتساح ضيفه بخمسة أهداف مقابل هدف واحد، في مباراة تألق فيها الأرجنتيني جيرمان كانو هداف الفريق وسجل ثلاثة أهداف “هاتريك” فيما سجل الفنزويلي جون أرياس هدفين.
وبعد الفوز الكبير على ريفربليت، نجح فلومينينسي في الفوز على ذا سترونجست مجددا، قبل أن يخسر أمام ريفربليت في مباراة الإياب بالأرجنتين، غير أن ذلك لم يؤثر على تأهله للدور الثاني أو صدارته للمجموعة، حيث أنهى دور المجموعات في الصدارة برصيد عشر نقاط وبفارق الأهداف عن ريفربليت بعدما تعادل في الجولة الأخيرة مع سبورتنج كريستال بهدف لمثله.
وفي دور الستة عشر، نجح الفريق البرازيلي في تجاوز عقبة أرجنتينوس جونيورز الأرجنتيني، حيث تعادل ذهابا في الأرجنتين 1 /1، قبل أن يفوز بثنائية نظيفة في العودة، ليتأهل إلى دور الثمانية، حيث كان في انتظاره فريق أولمبيا الباراجواياني، لكن فلومينينسي لم يجد عناء في الفوز ذهابا وإيابا 2/ صفر و3/1 على الترتيب ليبلغ المربع الذهبي.
وكان فلومينينسي على موعد مع منافس يعرفه جيدا، وهو فريق إنترناسيونال، وانتهى لقاء الذهاب في “ماراكانا” بالتعادل 2/2، حيث كانت تلك النتيجة ربما ترجح كفة الفريق الأخر القادم من بورتو أليجري، لكن فلومينينسي قدم درسا في الإصرار، ونجح في الفوز على ملعب منافسه رغم تأخره بهدف حتى الدقيقة 81 حينما سجل له مهاجمه جون كينيدي هدف التعادل، قبل أن يطلق الهدف الثاني الذي سجله كانو، الأفراح في ريو دي جانيرو بتأهل الفريق إلى النهائي الذي سيقام على ملعبه ووسط جماهيره في “ماراكانا”.
وفي المباراة النهائية، كان المنافس المتمرس بوكا جونيورز، الأوفر حظا للفوز بالبطولة قبل بداية المباراة، مدعما بأسماء عدة في صفوفه مثل المهاجم الأوروجوياني إدينسون كافاني، لكن فلومينينسي استعان بخبرة واحد من أفضل المدافعين في كرة القدم في السنوات الأخيرة، مارسيلو، نجم ريال مدريد الإسباني السابق والرجل الذي عاد لفريق شبابه مجددا ليقدم له اللقب القاري على طبق من ذهب رفقة زملائه.
ونجح فلومينينسي في تسجيل هدف عن طريق كانو في الدقيقة 36، قبل أن يتعادل بوكا عن طريق أدفينكولا في الدقيقة 76.
ودخلت المباراة في أشواط إضافية، وبعد مرور تسع دقائق من الشوط الإضافي الأول، سجل جون كينيدي الهدف الأغلى لفلومينينسي الذي منحه اللقب للمرة الأولى في تاريخه.
تألق فلومينينسي وتركيزه على مشواره القاري، كان على حساب مسيرته في بطولة الدوري البرازيلي، حيث أنهى الفريق الموسم في المركز السابع برصيد 56 نقطة، وتلقى الفريق 14 هزيمة في الموسم جاء منها هزيمتان على ملعبه، وكان الفريق قد بدأ الموسم بشكل جيد، لكنه أظهر تراجعا ملحوظا مع بداية الدور الثاني، ليكتفي بالمركز السابع، وسيمثل البرازيل في نسخة الموسم المقبل من كوبا ليبرتادوريس حاملا اللقب، بحيث يتمكن من الدفاع عن لقبه مجددا.
ورغم تراجع مكانة الفريق على المستوى المحلي، حيث لم يتمكن من تحقيق لقب الدوري منذ فوزه به للمرة الرابعة في عام 2012، كما أنه فاز بالكأس مرة واحدة عام 1999، إلا أن ذلك النادي يعد بمثابة تاريخ كبير للكرة البرازيلية.
وصدر فلومينينسي للكرة البرازيلية والعالمية أسماء عدة لعبت في صفوف ذلك النادي العريق، ففي حراسة المرمى مثلا، نجد اسم ديدي بطل كأس العالم مع البرازيل في 1958 و1962، وكذلك فيليكس ، حارس مرمى البرازيل في مونديال 1970 ، وكلاهما أيضا حققا العديد من الألقاب المحلية مع فلومينينسي في ستينيات وسبعينيات القرن الماضي، وكذلك المدافع كارلوس ألبرتو توريس، نجم البرازيل في مونديال 1970 وصاحب الهدف الرابع الشهير في شباك إيطاليا، والذي يضعه البعض في مكانة واحد من أفضل المدافعين عبر تاريخ كرة القدم، ويبرز اسم تياجو سيلفا، نجم تشيلسي الإنجليزي الحالي، والذي لا زال يتألق في الملاعب رغم بلوغه 38 عاما، وسبق له اللعب مع ميلان الإيطالي وباريس سان جيرمان الفرنسي ومع المنتخب البرازيلي شارك في العديد من المحافل وحمل لقب كوبا أمريكا عام 2019 وقبله كأس القارات في عام 2013.
وكان من بين هولاء ريفيلنو، نجم البرازيل في فترة السبعينات، تيلي سانتانا، اللاعب السابق لفلومينينسي ومدرب الجيل الشهير في البرازيل والذي ضم زيكو وسقراط وفالكاو في ثمانينيات القرن الماضي، والمهاجم الشهير فريد الذي شارك مع البرازيل في كأس العالم وغيرهم الكثير من النجوم الذين قدموا كرة جميلة أمتعت الجماهير سواء في البرازيل أو في أي مكان بالعالم.
فلومينينسي سيبدأ مشواره في البطولة من خلال الدور قبل النهائي، حيث سيلعب أمام الفائز من مواجهة تجمع الأهلي المصري بالفائز من مباراة اتحاد جدة السعودي وأوكلاند سيتي النيوزيلندي، وستكون البداية مهمة للغاية بالنسبة لفريق يسعى لإضافة اللقب العالمي الأول إلى النجمة القارية الأولى.