بقلم جمال عبد السميع
________________________________
منذ سنوات طويله وانا فى بدايات عملى الصحفى ذهبت إليه فى مكتبه بعد صلاه الجمعه كى اناقشه حول بعض القضايا الاقتصاديه والتجاريه عن الغرفه التجاريه فقالوا لى هذا هو مكتبه فى الدور الاول بمنطقه الحمزاوى بالأزهر فوجدته جالسا على مكتبه وبابه مفتوح وامامه كم كبير لا يقل عن ٢كيلو كباب وكفته من النوع الجيد .
ففطنت الى انه ينتظر من سيتناولون معه الغداء واننى قد جئت مبكرا وبدون موعد مسبق فقولت له انا فلان صحفى من المكان الفلانى واود ان اناقشك في بعض الامور الخاصه بالغرفه التجاريه فقال لى حاضر بعد الغداء .
▪قولت له سأنتظر حتى تنتهى من الغداء فقال على الفور انا قولت بعد الغداء ولم اقل بعد ما اتغدى اى أنك ستتغدى معى فأكدت له أننى لم أتى إلا بعد أن تغديت فى بيتى .
▪ومرت سنوات وسنوات حتى تناقشنا تليفونيا في بعض الامور ففضل أن نتناقش مباشرا فى بيته فلما علم أننى لا اعرف مكان البيت ارسل لى السكرتير الخاص بسيارته وبعد أن انتهينا من المناقشه وتناولت العصير هممت بالخروخ فسألنى الى أين قولت له نحن انهينا الحوار. وشربت العصير لم يبقي شيئا فقال انت جئت بمزاجك فلن تغادر إلا بمزاجى فضحكت وابديت اندهاشى وتسألت ماذا بقى فإذا به يدعونى انا وكل من كانوا ضيوفه وهم جميعا تقريبا لا يعرفون بعض فهم من شتات الأعمال، قال لنا جميعا تفضلوا واذا بنا نتراص حول مائده طعام كبيره جدا لتناول العشاء الذى لم يسبق الدعوه إليه وتقريبا لم يعرف احد فينا انه جاء لهذا الغرض.
▪ وفي المره الثالثه دعانى الى مصنعه كى اتعرف على ارض الواقع على ما يجرى فى مصر فإذا بالرجل يمر فى تمام الثامنه صباحا على كم هائل من العاملات للاطلاع على كل مرحله من مراحل التصنيع وبالمناسبه فمصنعه يقام فى محافظه اخرى غير التى يقيم فيها اى انه يكون فى الثامنه صباحا فى مصنعه اى انه يخرج من بيته كل يوم ليس اكتر من السادسه والنصف ثم جاء موعد الغداء لتكون المفاجأه الجديده بالنسبه لى انه يتغدى وسط عماله الذين يأكلون طعامه ولا يأكل هو طعاما مميزا عنهم
▪ثم المفاجأه التاليه حين جاء موعد تسليم جوائز حفظه القرأن من العاملين واذا بالرجل امام عيني يوزع على الحفظه جنيهات ذهب لكل واحد .
▪هكذا تعامل الرجل مع الله سبحانه وتعالا بغير حساب فعامله الله سبحانه وتعالا بغير حساب كما قال العبقرى الشيخ الشعراوى ،اما من اتحدث عنه فهو الرجل الذى يستحق منا جميعا الدعوات الخالصه له بالشفاء ورضا الله سبحانه وتعالا فهو الحاج محمود العربى