التخطي إلى المحتوى
بقلم جمال عبد السميع رئيس تحرير جريده العروبه
أما وأن قانون الحياة الحالي في هذه المنطقة بالذات دون سائر بلاد العالم الاخر الذين لا يتحدثون كثيراً عن الدين والأخلاق لكنهم يمارسون وللاسف _الشديد _ أهم مبادئ الدين والأخلاق وهى العدل والمساواة تقريبا بين أبناء ذلك العالم الاخر أما واننا نخضع ونمارس ونطبق أهم القوانين التي لم تصدرها المجالس النيابية وهو قانون العلاقات الشخصية. أي انك تستطيع ان تطمئن انك لا تحتاج الي الصعود علي السلالم التقليدية بل لا تحتاج من الاساس الي الدخول من الباب الرئيسي الذي يتزاحم فيه كل المتسابقين لنيل الوظيفه المهمه فهناك نافذة مخصصة لمن هم مثل حضرتك أقصد مثل سعادتك اقصد مثل معاليك تقفز اليها لتجد نفسك علي السجاده الحمراء وفي انتظارك ايادي ناعمة تقدم لك المرطبات وما شئت من مأكولات ومشروبات فأنت صاحب القرار منذ لحظة هذا القفز في اختيار حاشيتك وصاحب القرار في فعل اى شئ كيفما تشاء وقتما تشاء لصالح من تشاء من أجل أشياء وأشياء وأشياء.
📍وتمضي بك الايام والاسابيع والشهور والسنين ويتصاعد نجمك وترتفع بل تطير وانت ترتفع حتي لا يستطيع أحد أن يمسك بك او يلحق بك حتى تكون صعب المنال فترتفع قيمتك المعنوية وتشعر بالزهو والفخر ويتعمق هذا الاحساس داخلك كل يوم كلما نفخ فيك من حولك وأشعروك أنك الملك المتوج الذى لا يستطيع المكان الذي انت فيه بالكامل أن يتحرك له ساكن إلا بإرادتك فأنت العبقري صاحب الافكار غير التقليدية في سير الحياة في هذا المكان.
📍ثم تأتي اللحظه التي هي اشبه تماما بلحظه دخولك المكان قفزاً من النافذه ولكن بالعكس لتخرج من منصبك ولكن ليس من المصعد الذي كان مخصصاً لك وحدك بل من السلم الصغير الخفي الذى لا يكاد يراه أحد لتختفي وتتواري عن عيون الجميع الذين كانوا يقفون على الصفين في انتظار حضرتك ومنهم من كان يقطر لك بالبرفان ومنهم من كانوا يحرصون على الاطمئنان عليك قبيل النوم بالتليفون الخاص جدا الذي لم يكن إلا مع اقرب المقربين او بالأحري اقرب المقربات فيكون خروجك خروجا يتناسب مع دخولك والحالتان تعكسان مدى افتقداك لأدنى درجات المبادئ والقيم والاخلاق والأمانة.
بئس ذلك القانون الذى يجيئ بمثلك بالعلاقات الشخصية خارج قانون الكفاءة والأمانة والمساواة وبئس من يطبقه فهم أسوأ خلقا ممن يأتون عن طريق هذا القانون الذى ينتهي دائما باصحابه بالنزول والخروج من مناصبهم من سلم الخدم.