بقلم د. محمد عبدالله الخضراوي
سيدنا النبي لما حكى اللي حصل فصل ما بين الإسراء والمعراج، فنلاقيه حكى قصة الإسراء لجميع أهل مكة، وأكدّ لهم حدوثها بذِكر تفاصيل وعلامات في بيت المقدس لا يعلمها إلا مَن رآه عيانًا، ثم أثبت لهم سفره في تلك الليلة تحديدًا بعلامات حدثت في طريق العودة، فخلّاهم هم بأنفسهم يأكدوا كلامه ويُخبروا بعضهم البعض بصِدق ما حكى عنه من تفاصيل.
أما قصة المعراج، فلم يُفصح عنها غير للمسلمين، كتمها عن المشركين واختص المؤمنين بها، وده تصرف في منتهى الحِكمة لإن المعراج بعكس الإسراء مافيش عليه (دليل مادي) أو (علامات معروفة) ممكن يستدل بها، المعراج أمر غيبي بحت محتاج إيمان صادق وقلب وعقل مُسلّم لله لا يتدخل فيما لا طاقة له به، عشان كده العلماء بيقولوا إن من ضمن حِكم معجزة الإسراء والمعراج إنها حصلت قبل الهجرة بقليل لتُمحّص إيمان المسلمين فيقع في الاختبار مَن لا يستحق أن يكون في صفوف المُهاجرين وتُبنى على أكتافه الدولة الإسلامية العظيمة، كانت معجزة الإسراء والمعراج فعلًا كفيلة إنها تكشف ضعيف الإيمان وتصطفي قوي الإيمان اللي هيصدق سيدنا النبي ﷺ في كل ما يقول به فهو قد آمن وسلّم قلبه وعقله لله مستسلمًا لحِكمته وإن جَهِلَها، مُؤمنًا بقُدرته وإن لم يُبصرها، تكفيه آية في كتاب الله أو حديث على لسان نبيّه ليُصدِّق ما قد يعجز العقل عن تصديقه.
ولإن المعجزة ماكانتش معجزة واحدة إنما مجموعة كبيرة من المعجزات حصلت في ليلة واحدة، ولإنها كانت مليئة بالتفاصيل اللي يصعب على العقل البشري إستيعابها، فهي لا تحتاج إلى عقلٍ يسمع بل إلى قلبٍ يُؤمن بالغيب وبقُدرة الله المُطلقة وبنبوة الحبيب التي لا شك فيها، لذلك فهذه المعجزة تحديدًا لم تكن اختبارًا للمؤمنين الذين حضروا الحدث وحدهم، إنما هو إختبار إيمان لكل مسلم منذ ليلتها حتى قيام الساعة.
{وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْنَاكَ إِلاَّ فِتْنَةً لِلنَّاسِ} [الإسراء: 60].
ثم ما قاله ربي في سورة النجم ….
الله اسال ان نري فيك وفيهم ايه واخير …ان لم تستحي ففعل ماشئت