التخطي إلى المحتوى

 

قرأ مراقبون المشهد الحالي داخل جماعة الإخوان الإرهابية بأنه آخر فصول النهاية، مؤكدين أن قيادات الصف الأول في التنظيم قرروا كتابة أسطره الأخيرة، فيما تشهد الجماعة انشطارا تاريخيا وغير مسبوق ولن تصمد أمامه كثيرا كهيكل تنظيمي.

وأثار إعلان جبهة محمود حسين أحد طرفي الصراع المحتدم في جماعة الإخوان الإرهابية القيادي مصطفى طلبة، مرشدا عاما جديدا بديلا عن إبراهيم منير، الذي يمثل الطرف الأخر للصراع، حالة من الغليان داخل التنظيم المأزوم فضلا عن كونه إعلانا رسميا عن انشطار الإخوان إلى جماعتين.

ويقول الكاتب المختص بالإسلام السياسي، منير أديب، إن التنظيم الإخواني قد وصل مرحلة الانهيار بالفعل وهو في نهايته، مشيرا إلى أن الجماعة بوضعها الحالي انقسمت إلى جماعتين واحدة بقيادة المرشد إبراهيم منير والأخرى بقيادة محمود حسين ومجموعته وتم تعين مرشد جديد لها وهو مصطفى طلبة.
ويوضح أديب أن ما يحدث في الإخوان في الوقت الراهن هو سابقة تاريخية لم تحدث منذ تأسيس الجماعة قبل نحو 90 عام، مشيراً إلى أن الجماعة شهدت مراراً وقائع انشقاق بسبب الخلافات في الرؤى والاختلاف حول العمل التنظيمي والمشاركة السياسية، لكن لم يحدث أن بلغ الصراع قمة الهرم التنظيمي ووصل التناحر إلى هذه المرحلة.

ويضيف أديب: “نتحدث عن تنظيمين واحد يقوده محمود حسين والآخر إبراهيم منير و4 أقسام للقواعد الأول يدعم حسين والثاني منير والثالث جمد عضويته والرابع أعلن انشقاقه من الجماعة بسبب ما كشفته هذه الصراعات من زيف الشعارات وفساد الأفكار والأيديولوجيا لدى الجماعة خاصة ما يتلق باتهامات الفساد المالي والأخلاقي التي طالت جميع القيادات المتناحرة تقريبا”.

وحول مآلات الصراع، يرى أديب أن محمود حسين يبدو وقد حسم الصراع “لكن في الوقت ذاته تظل تحت أيدي منير مجموعة لا يستهان بها من القواعد التنظيمية والروابط الإخوانية، خاصة وأنه نجح في حشد قيادات تاريخية بارزة لصالح معسكره، مؤكداً أن الصراع سيظل مستمرا لفترة طويلة ولا يتوقع أن يتنازل أي طرف عن مطالبه خاصة أن القيادات التاريخية انحازت لأحدى الجبهتين وهذا يعني أن حل الأزمة بات أمراً مستحيلا”.

ومساء الجمعة، أصدرت جبهة إسطنبول التي يتزعمها محمود حسين بيانا، أعلنت خلاله “تشكيل لجنة مؤقتة باسم اللجنة القائمة بأعمال المرشد العام من بين أعضائه، وتقوم بمهام المرشد العام للجماعة لمدة ستة أشهر، على أن يتم الإعلان عن هذه اللجنة في الوقت الذي يحدده المجلس، وأن القيادي الإخواني مصطفى طلبة سيكون ممثلا لها”.

وطلبة هو أحد قيادات مجلس شورى الإخوان في تركيا، وتضعه مصر على قوائم الإرهاب، ويعمل أستاذا في الجراحة العامة وحاصل على الجنسية البريطانية واسمه بالكامل مصطفى فهمي طلبة حسن، ومسؤول مع شقيقه علي فهمي طلبة عن إدارة استثمارات ضخمة من أموال الإخوان.

وتوقعت مصادر ” مسارين للأزمة الراهنة، الأول هو انفصال مجموعة إخوان مصر أو ما يعرف باسم مجموعة محمود حسين، تحت مظلة مكتب الإرشاد، والانفصال عن التنظيم الدولي، الذي يترأسه في الوقت الحالي إبراهيم منير، ويبقى موقف الأفرع في شتى البلدان مرهونا بالولاءات الشخصية لطرفي الصراع.

المسار الثاني أمام الجماعة، وفق المصادر، يتمثل في قدرة مجموعة القيادات التاريخية بقيادة حسين على حسم الصراع الداخلي، بإعلانه قائمًا بأعمال المرشد ونزع الصلاحية من منير، وفي هذه الحالة سيؤول الوضع داخل التنظيم إلى الانهيار أيضا، لعدة أسباب أهمها: رفض القواعد التنظيمية القاطع لوجود حسين -المتهم بفساد مالي ولديه خلافات بالجملة معهم- على رأس القيادة.

وجاء البيان ضمن سلسلة من الإجراءات التصعيدية التي يتخذها كلا الطرفين المتصارعين على رئاسة المناصب والتمويل في التنظيم الإرهابي.

ومؤخرًا، تم الترويج لما أطلق عليه الصراع الداخلي في التنظيم الإرهابي بين جبهتي إبراهيم منير القائم بأعمال المرشد والمقيم في بريطانيا، ومحمود حسين القيادي في التنظيم ومجموعته، والمقيم في تركيا.