بدأ حياته مشاغباً فى مدرسة المشاغبين، فإنه كان ولا يزال مختلفا، يحمل الكثير من صفات اسمه، هادئا لا يتحدث كثيرا، يعمل ويبدع ويترك أعماله لتتحدث عن قوة موهبته، حين تستمع إليه أو تراه وتستمتع بأدواره المختلفة والمتنوعة، تشعر بأنه خير ممثل للطبقة الوسطى، يستطيع التعبير عنها، سواء بارتدى جلباب ليؤدى أدوار الفلاح والصعيدى والمعلم ابن البلد، أو ارتدى قميص وبنطال ليعبر عن حال الموظفين والمثقفين والعمال، فيستطيع بقدرة فائقة أن يجسد كل الانفعالات والأحاسيس، وأن تصدقه فى كل الشخصيات.
هادى الجيار..اسم لفنان كبير من العيار الثقيل، يحمل تاريخا فنيا ثريا يتجاوز 50 عاما منذ بدأ حياته الفنية بداية السبعينيات، ولفتت موهبته أنظار أساتذته فى المعهد العالى للفنون المسرحية، فرشحوه لعدد من الأعمال، كان أشهرها مسرحية مدرسة المشاغبين التى أدى فيها دور «لطفى»، وبعدها انطلق فى مسيرته الفنية الزاخرة، التى استطاع خلالها الإجادة فى أدوار الخير والشر، ولم ينحصر فى لون واحد.
يتحدث عن لقائه بالزعيم بعد هذه السنوات الطويلة فى مسلسليه عوالم خفية وفلانتينو: «عادل إمام جزء كبير من تاريخى، ولما اشتغلت معاه كضيف شرف فى المسلسين واتقابلنا، افتكرنا كل اللى فات وكأننا لسه عمرننا 23 سنة، كنت بادخل أوضته ونهزر كتير قبل بدء التصوير ونفتكر ذكرياتنا».
ويقول عن الزعيم:«عادل إمام تاريخ وقيمة كبيرة كممثل مؤثر، وسر نجاحه حب الناس وذكاؤه وجرأته، فى التسعينيات وأثناء فترة العمليات الإرهابية، أخد فرقته وراح يقدم مسرحيته فى أسيوط، وعمل أفلاما عن الإرهاب مفيش ممثل فى مصر عملها».
سألناه عن احتراف معظم أبطال مدرسة المشاغبين وتميزهم فى اللون الكوميدى، واختلافه عنهم، فقال بثقة من يعرف إمكانياته وقدراته: «سعيد وعادل ويونس عندهم إمكانيات «الفارس»، ودى موهبة عظيمة مش عندى، أنا ماقدرش أعمل كوميديا «فارس».
شارك الفنان هادى الجيار فى عدد محدود من الأفلام السينمائية ومنها «ثم تشرق الشمس، احترس عصابة النساء، رحلة المشاغبين»، وكذلك قدم عددا قليلا من الأعمال المسرحية ومنها «مدرسة المشاغبين، ولما قالوا ده ولد، وقصة الحى الغربى، وأولادنا فى لندن، وأحلام ياسمين، والقاهرة فى ألف عام، والسفيرة عزيزة»
وبلسان من عانى وجاهد فى حياته الفنية، ولم يكن مشواره مفروشاً بالورود، قال :«عندى بنتين تخرجا من كليتى الإعلام والتجارة، ورفضت حد فيهم يحترف التمثيل لأن الشغلانة صعبة جدا»، وتابع: «المخرج إبراهيم الشقنقيرى عرض على ابنتى الكبيرة دورا فى مسلسل، ورفضت أن تمثل، لأن التمثيل مهنة شاقة جدا، بنقعد نمثل للفجر، فى عز الحر وعز التلج والناس مش متخيلة معاناة الفنان، كل كلامهم عن الفنانين ساكنين فين وبياخدوا كام».
وبمرارة قال ايضا:«الإعلام خلق صورة لا تعبر عن جموع الفنانين، والناس فاكرة إن كل الفنانين عندهم شاليهات فى الساحل الشمالى وساكنين فى فيلات فخمة، وأجورهم خيالية وبالملايين وبيعبوا فى الفلوس، وكأن الفنان كائن مختلف مرفه»، وتسائل قائلا: «انتم كإعلاميين كلكم بتاخدوا ملايين؟!! هما كام واحد اللى بياخدوا الأجور دى، سواء فى الفنانين أو الإعلاميين، لكن نشوف فى كام عضو فى نقابات الفنانين والموسيقيين»، وتابع: «أنا بشتغل بقالى حوالى 50 سنة، إحنا ناس عادية مستورين، وأنا كنت عضو نقابة فى 2007 وكنت بشوف زمايلى مطحونين، وبيعانوا من ظروف الحياة زى باقى الناس، ومش كلنا مليونيرات، حتى لما حد بيتعب بيقولوا أهو لو كان فنان كانوا سفروه المريخ يتعالج والحقيقة غير كده»