المهندس والمطرب “علي شبانة:العندليب دفعنى إلى حب الغناء لم أستطيع النوم إلا على صوته .. كنت أرى أن الحياة بدون غناء ليس لها أى معنى
حوار :محمد صوابى و سها البغدادي
إنه المهندس والمطرب “علي شبانة ” الملقب برحيق العندليب أو صوت النيل ، ولد بقرية الحلوات بمحافظة الشرقية مسقط رأس العندليب ، إلتحق بمعهد الموسيقى العربية بالقاهرة ، وأكمل دراسته الموسيقية بمعهد ابراهيم شفيق بالقاهرة على يد محمد عابد.
تخرج من كلية الهندسة جامعة حلوان عام 1998 وكان مطرب الجامعة الذى يحيى حفلاتها وتم إعتماده من قبل الإذاعة و التليفزيون المصرى ، أكتشفه الموسيقار الراحل بليغ حمدى ، درسَ بمعهد ابراهيم شفيق بالقاهرة الموسيقى بشكل مُوَسَّع : عزف وإيقاع وصقل صوت ..وهو يتقنُ العزفَ على عدَّةِ آلاتٍ موسيقيَّة بشكل رائع ..وكما انَّهُ يتحلّى بصوتٍ جميل وعذب ويملكُ طبقات صوت عاليّة قلما نجدُها اليوم لدى المطربين وصوته يتطابق فى عذوبته وجماله مع صوت العندليب الأسمر وشهد له الجمهور بذلك وخصوصا فى الإبتهالات والأغانى الوطنية والقصائد ..وهو يغني جميعَ الألوان والأنماط الغنائيَّة ولكنهُ يركزُ على اللون الكلاسيكي الأصيل ليربط زمن الفن الجميل بالحاضر …ولقد شاركَ في عدَّةِ مهرجانات وأمسياتٍ فنيَّةٍ ( محليَّة وخارج البلاد) وحققَ شهرة ً وانتشارا لا بأسَ بهِ محليًّا وخارج البلاد… وكان لنا معهُ هذا اللقاء الخاص .
ذكريات طفولته مع العندليب
يقول الفنان علي شبانة ولدت بقرية الحلوات بمركز الإبراهيمية بمحافظة الشرقية بمسقط رأس العندليب و الفنان عبدالحليم حافظ – رحمة الله عليه، أسمه الحقيقي عبدالحليم علي اسماعيل شبانة وكنت أري العندليب وأنا طفل أثناء زياراته للقرية وكان بجلس مع بسطاء الناس وعندما كان يتجول في الحقول مع الأهل كان يصطحبني والدي لمرافقة العندليب أثناء تجوله في الحقول ولما جلسنا معه تحت شجرة قال لي ياشيخ علي ماتنزلش الترعة دي لأنها كانت السبب في مرضي بالبهارسيا وحذرني وكل الأطفال الموجودين من الإستحمام بالترع لأنها كانت نفس الترعة التي كان يستحم فيها العندليب في طفولته .
وكان والدى دائم التنقل بسبب طبيعة شغله وأستقرينا بقرية زورأبوالليل مركز أولاد صقر، كان العندليب يعيش فى القاهرة وكنا نذهب لزيارته وكانت تصادف وجود بروفات عنده كنت بتفرج علي البروفات واستغرب علي دقته وملحوظاته علي كل صغيرة وكبيرة أثناء البروفات .
العندليب سر حبي للغناء
العندليب عبد الحليم حافظ هو الذى دفعنى إلى حب الغناء لم أستطيع النوم إلا على صوته ، كنت أرى أن الحياة بدون غناء ليس لها أى معنى هذا بالإضافة إلى أننى كنت أداوم على حفظ القرآن بكتاب قريتنا وأثناء قراءة القرآن قال لى الشيخ أن صوتى جميل ولذلك كان يصطحبنى معه للانشاد والتواشيح وكنت أنال استحسان الجميع .
إعتمادى بالإذاعة والتليفزيون ومداح القمر
لم تصدقينى أذا قلت لك أنه بعد أن التحقت بالمعهد العالى للموسيقى العربية تعرفت على بعض الأصدقاء أخبرونى أنهم سوف يذهبون إلى التليفزيون لخوض إختبارات الإذاعة والتليفزيون وقفنا جميعا أمام غرفة الإختبارات وأخذنا نغنى غنيت أغنية مداح القمر للعندليب فوجئت بالموسيقار حلمى أمين يخرج من الغرفة ويسأل عن الشاب الذى يغنى مداح القمر فأجيب أنا أخذنى من يدى ودخلت معه الغرفة .. وجدت باقى الأعضاء وهم الأستاذ عمار الشريعي و الاستاذ محمد سلطان الاستاذ وجدي الحكيم والاستاذ حلمي أمين والأستاذة سناء منصور كانوا جالسين و طلبوا منى أن أغنى بعض أغانى أم كلثوم ومحمد عبد الوهاب وبالفعل غنيت وجدتهم يصفقون لى بشدة وقال لى حلمى بكر أننى ينتظرنى مستقبل لا يقل عن عبد الحليم حافظ ، وردد البعض بأن عبد الحليم حافظ يعود مرة ثانية من خلال صوت علي شبانة .
تعلمت من حليم أن الموسيقى حالة حب وعاطفة جياشة
بالنسبة للحياة الشخصية فالعندليب كان وسام على صدرى عملت علاقات كبيرة وكثيرة مع العديد من الشخصيات ، أما عن الناحية الفنية فقد استفدت كثيرا من موسيقى وألحان العندليب تعلمت منه ان الموسيقى عبارة عن لحن بسيط يعبر عن حالة حب وعاطفة جياشة بين أثنين أو بين أصدقاء أو بين ابن وأمه ولكن على الرغم من ذلك فأعتقد أن أسم عبد الحليم جعل الناس ينظرون لى وكأنى جزء من عبد الحليم وكان من الصعب أن اقدم شئ مختلف عن عبد الحليم يلاقى إعجاب الجمهور.
اسماعيل شبانة سر تمسكى بكل ما هو جميل فى الفن
تعلمت من الفنان اسماعيل شبانة الكثير، مثل كيفية التمسك بكل ماهو جميل في الكلمة واللحن والمعاني وكيفية التأثير في أحاسيس الناس. وتعلمت منه الموشحات والمقامات الموسيقية، وقواعد الغناء الصحيح وتجويد القرآن الكريم، ولكن هذا لايمنع أن هناك مطربين كثيرين مزجوا بين الحاضر بموسيقاه وتمسكوا بشرقيتنا وأمتعونا بأغنياتهم.
وضع الأغنية تغير وأختار كلماتى وألحانى على نفس نهج العندليب
بالنسبة للسير على الدرب الفني للفنان عبدالحليم حافظ، فهذا طبعا شيء جميل، ولكن كل زمن وله فنه وله موسيقاه. من الممكن أن أسير على نهجه في اختيار كلمات أغنياتي وصياغتها موسيقيا، لكن لكل عصر ضروراته، فأغلبية السميعة حاليا هم الشباب كذلك وضع الأغنية نفسه يتغير بتغير الحالة الفسيولوجية والمزاجية بالنسبة للجمهور.
كنت أخر إكتشاف لبليغ حمدى
تعرفت على الموسيقار بليغ حمدى عندما عاد من باريس طلب أصواتا جديدة من الراحل حسن الرزاز الذى كانت تربطه صداقة قوية بحلمى أمين الذى رشحنى له ، وعندما سمعنى بليغ حمدى أعجب بصوتى وقال لى صوتك جميل وقدم لى أغنيتين هما ودعينى ومشوارى كان لسوء حظى أن توفى الموسيقار بليغ حمدى وقت أن كنت فى أشد الحاجة إليه وعدنى قبل أيام من وفاته أن يتبنانى فنيا