كتب محمد صوابى
صدرت بالمكتبات رواية نهاية السلطان للكاتب إبراهيم محمد الحسيني عن دار غراب للنشر والتوزيع.
وتتناول رواية نهاية السلطان فترة الصراع المملوكي العثماني بعد مرج دابق بين السلطان طومان باي والسلطان سليم الأول، حيث تبدأ أحداث الرواية بعد وقوع معركة مرج دابق مرورًا بمعركتي غزة والريدانية وما بعدهما من مناوشاتٍ حدثت بين الطرفين وحتى إعدام السلطان المملوكي طومان باي على عتبات باب زويلة في إبريل 1517.
تُعد رواية نهاية السلطان هي الرواية الأولى للكتاب إبراهيم الحسيني، والتي يقول عنها أنه تناول أحداثها بموضوعية تاريخية، مع إلقاء الضوء على الكثير من الأحداث الحقيقية الاجتماعية والاقتصادية والسياسية التي شهدتها تلك الفترة.
وستشارك رواية نهاية السلطان في معرض القاهرة الدولي للكتاب القادم، وهذه بعض الاقتباسات من الرواية:
“فرَّ السلطانُ بعيداً يدفع حصانه وحصانه يدفعه؛ يشعر بالخطر المحيق به؛ قطرات الدم تفارق جسده تتدفق منه بكثرة؛ تتسابق في السقوط من جسده كأنها تنفض عنه هي الأخرى؛ يمضي بلباسه البدوي الملطخ بالدم والمقطع بأنصال السيوف وضربات الحراب؛ تكرر مشهد هروبه البائس مع رفقاء دربه ولكن بصورة أشد ضراوة وأبأس هيئة عما كان سابقاً.
يمتطي حصانه الشامس يأخذ بعنانه بشدة؛ فيضرب بسنبكه الأرض بصوتٍ يموج تحت قبةِ السماء، الليل يحدو النهار والحصان يعدو خلف الحصان والموت خلفهم يعدو.
صاروا كأنهم في جبٍّ ملئ بالأفاعي والحيات كلما فروا إلى جهة نهشه اللادغون، انقطعت بهم السبل بلا عدة تحميهم أو قوة تمنعهم، يقطعون بوادي الصحراء وفيافيها، يسيرون في دجى الليل الدامس من غير ضوء ولا هادي سبيل، حتى القمر بالسماء لا يبعث لهم النور الكافي للسير تحت جناحه في الشعب، كأنه يساعد الظلام في تطويقهم وأسرهم بضلاله.”
“شُنق طومان باي ابن المِحن وأحد صناديد الوغى على عتبات باب زويلة عن عمر 44عاماً قضاها في أحوالٍ متناقضة.
فقد جاء إلى مصر بلباس مملوك مسروق، وعلا نجمه فكان على عرش مرموق، ثم أفضى بلباسٍ بدويٍ إلى نهايته مشنوق بعدما أظهر آيات من البطولة والفداء يشهد ببأسها الأعداء.
ظل جثمانه معلقاً ثلاثة أيام كي يراه الخاصة والعامة؛ الصادر والوارد؛ حتى جافت رائحته؛ فأمر سليم شاه بتغسيله والصلاة عليه ودفنه في حوش مدرسة الغوري ووزع على روحه العطايا.”