التخطي إلى المحتوى
قال الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية السابق عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، إنه نبغي علينا أن نتحلى بالرحمة ونبتعد عن القسوة، فالقسوة من الأخلاق السيئة، وهي تعني خلو القلب من أي رقة ولين، وامتلائه بالفظاظة والغلظة، ولقد بين ربنا سبحانه وتعالى أن النبي”لم يكن فظا ولا غليظ القلب، قال تعالى: {وَلَوْ كُنتَ فَظًا غَلِيظَ القَلْبِ لانفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ} [آل عمران:159].
وأضاف جمعة عبر الفيسبوك، أن قسوة القلب قد تكون مع الله سبحانه وتعالى، فيبتعد الإنسان عن ذكر الله بسبب قسوة قلبه، وقد حذر ربنا سبحانه وتعالى من تلك القسوة، فقال تعالى: {فَوَيْلٌ لِّلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُم مِّن ذِكْرِ اللَّهِ أُوْلَئِكَ فِى ضَلالٍ مُّبِينٍ} [الزمر:22]، وذم ربنا سبحانه وتعالى بني إسرائيل لقسوة قلوبهم، فقال تعالى: {ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُم مِّنْ بَعْدِ ذَلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً} [البقرة:74].
وتابع: تكون القسوة كذلك مع خلق الله، فقاسي القلب يرى المحتاج المتألم ولا يلين قلبه، ولا يتعاطف معه، ولا يمد له يد المساعدة، وقاسي القلب يعذب الناس، بل ويعذب مخلوقات الله سبحانه وتعالى، فعدم رعاية الحيوان الذي يحتاج للرعاية والطعام من القسوة المذمومة، وتعذيب الحيوان من أسباب دخول النار كما بين ذلك النبي ذلك فقال: «دخلت امرأة النار في هرة ربطتها، فلا هي أطعمتها، ولا تركتها تأكل من خشاش الأرض حتى ماتت هزلا» [رواه البخاري ومسلم].
واختتم الدكتور علي جمعة: ويبتعد الإنسان عن القسوة بأمور : منها ذكر الله سبحانه وتعالى، وتذكر الموت والحساب، ومنها أن يضع نفسه مكان المتألم ويرى كيف يحب أن يصنع الناس به، ويتأكد له أن تركه للرحمة سببًا في أن يترك الله رحمته قال النبي : «من لا يَرحم لا يُرحم» [رواه البخاري ومسلم].