بقلم /أحمد غراب رئيس التحرير
الصوم عن لغو الحديث وثرثرة الكلام فضيلة لا يلتفت إليها الكثيرون، وخاصة على الفضائيات والسوشيال ميديا رغم قول الحبيب المصطفى – عليه أفضل الصلاة والسلام – :(من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً او ليصمت).
هناك مواقف لها ما لها من الهيبة والإجلال ؛ لذلك أمرنا الحبيب المصطفى – عليه أفضل الصلاة والسلام – بالتزام الصمت عند وقوعها، منها – على سبيل المثال لا الحصر – الجنازة، فليس من السنة عند حضور الجنازات رفع الصوت بالشعارات والهتافات التى لا تجدى ولا تنفع حياً ولا ميتاً، والأولى من هذا أن ندعو سراً للمتوفى بالمغفرة والرحمة ورضوان الله سبحانه وتعالى.
الموقف الثانى الذى أمرنا الحبيب المصطفى بالتزام الصمت فيه هو عند الاستماع للقرآن الكريم، فلا يليق أن نشغل القرآن ثم ننهمك فى ثرثرة الكلام ولغو الحديث أثناء تلاوته عبر أى وسيلة من وسائل إذاعته، فالأفضل أن نصمت أو نغلق مؤشر المذياع عند الانشغال بأمر من أمور الدنيا إجلالا لكلام الله عزوجل.
أما عن ثرثرة الكلام على الفضائيات والسوشيال ميديا فحدث ولا حرج، حتى لو تحدث المذيع والضيف فيما لا دراية لهما به ولايعنيهما من قريب أو بعيد،لدرجة أن أحد المشاهدين طرح سؤالا فى موضوع البرنامج فصمت الضيف والمذيع مجبرين، ثم تتعتع الضيف قائلا بصوت خفيض ممكن أسأل لك فى الوزارة!!
ومن طرائف الصمت أن الفقيه الأعمش وهو من كبار العلماء طال شعره بدرجة لافتة للأنظار، فقيل له: لم لا تأخذ من شعرك؟ قال :لا أجد حجاما يسكت حتى يفرغ من الحجامة، فأتوا إليه بحجام وشرطوا عليه ألا يتكلم، فبدأ الحجام حلق رأسه، ثم غلبته الثرثرة فسأل الأعمش عن مسألة، فعض الأعمش على أنيابه، وقام بنصف رأسه محلوقا ودخل داره، فجاءوه بحجام آخر، فقال والله لا أخرج إليه حتى تحلفوه بأغلظ الايمان ألا يتكلم أثناء الحجامة!!
، والصوم عن الكلام فيما لا يفقهه كى تعود فضيلة الصمت لكثير من مواقف حياتنا. الفضائيات وحلاق الأعمش!