التخطي إلى المحتوى
– اندلعت اشتباكات عنيفة ليل الثلاثاء بين الشرطة ومحتجين لليوم الخامس على التوالي في عدة مدن تونسية، من بينها العاصمة تونس وسيدي بوزيد مهد انتفاضات الربيع العربي، بينما تتصاعد وتيرة الغضب والإحباط بسبب الصعوبات الاقتصادية.
وفي وقت سابق ، تجمع متظاهرون بالعاصمة في النهار ورددوا نفس الهتاف الذي كان يدوي بالآفاق قبل عقد من الزمان: “الشعب يريد إسقاط النظام”.
وفي العاصمة تونس، جرت مواجهات ليلية عنيفة في مناطق شعبية من بينها حي التضامن والسيجومي بين الشرطة ومئات الشبان الغاضبين الذين أشعلوا النار في إطارات سيارات وأغلقوا الطرقات ورشقوا الشرطة بالزجاجات الحارقة. ولاحقت الشرطة الشبان وأطلقت قنابل الغاز.
وفي سيدي بوزيد، حيث انطلقت شرارة الثورة التونسية قبل عشرة أعوام حين أشعل بائع فاكهة النار في نفسه، قال شهود لرويترز إن الشرطة أطلقت الغاز لتفريق محتجين كانوا يرفعون شعارات ضد السلطة ويطالبون بإنهاء عقود من التهميش.
وجرت أيضا مواجهات بين الشرطة وشبان في مدينة القلعة الصغرى الساحلية.
واندلعت مظاهرات خرجت نهارا بتونس العاصمة وبعض المدن الأخرى للمطالبة بالعمل والكرامة والإفراج عن المعتقلين، في أعقاب اشتباكات على مدى ليال بين قوات الأمن وأعداد من الشبان وفي وقت تُزيد فيه القيود المفروضة لاحتواء مرض كوفيد-19 من معاناة اقتصادية أوسع.
وقال عاطل يدعى ماهر عبيد “أصبحت لدينا قناعة بأن المنظومة بالكامل يجب أن ترحل.. سنعود للشوارع وسننتزع حقوقنا وكرامتنا التي أهدرها نخبة من الفاسدين وثورتنا التي سرقوها”.
وقبل قليل من الذكرى العاشرة للثورة في الأسبوع الماضي، أمرت حكومة رئيس الوزراء هشام المشيشي بفرض العزل العام لمدة أربعة أيام وتشديد إجراءات حظر التجول ومنع الاحتجاجات.
وسعيا لإخماد الاحتجاجات، توجه المشيشي بخطاب للشعب يوم الثلاثاء وقال “صوتكم مسموع وغضبكم مشروع وإحباطكم مفهوم.. ودوري أن أعمل على تحقيق مطالبكم. لا تسمحوا باندساس المخربين”.
وأضاف “الأزمة حقيقية ولكن الفوضى مرفوضة وسنواجهها بصرامة ولن نتسامح مع المخربين”.
لكن الشبان المحتجين في المدن بجميع أنحاء البلاد ألقوا الحجارة والعبوات الحارقة وأشعلوا النار في إطارات سيارات ونهبوا متاجر، فيما استخدمت الشرطة الغاز المسيل للدموع والهراوات واعتقلت المئات.
وتجمع حوالي 250 محتجا في شارع بورقيبة بوسط العاصمة يوم، فيما خرجت مظاهرات أخرى في المكناسي والرقاب القريبة من سيدي بوزيد.
وكانت الإطاحة بالرئيس التونسي الذي حكم البلاد لسنوات طويلة مصدر إلهام لانتفاضات مماثلة في أنحاء المنطقة فيما أُطلق عليه “الربيع العربي”.
وهتف المتظاهرون في المسيرات “الشعب يريد إسقاط النظام”، ورددوا أيضا هتافات للمطالبة بفرص عمل. كانت تونس تعاني اقتصاديا حتى قبل أزمة كوفيد-19 في ظل ارتفاع معدلات البطالة وتردي الخدمات الحكومية.
وفي وقت سابق يوم الثلاثاء، أعرب الاتحاد العام التونسي للشغل ومنظمات حقوقية أخرى عن دعم الاحتجاجات السلمية في مواجهة “سياسات التهميش والإفقار والتجويع”، متهما الدولة بتبديد آمال الثورة.