ذكرت تقارير صحية، مؤخرا، أن الحرب الدائرة بأوكرانيا أدت إلى زيادة القلق وسط الناس في عدد من دول أوروبا الشرقية، فيما لوحظ إقبال متزايد على الحبوب المنومة لأجل التغلب على الأرق.
وبحسب صحيفة “نيويورك تايمز”، فإن مشاهد العنف القادمة من أوكرانيا أثرت على نفسية الكثيرين، بينما يتابعون صور القتلى والجرحى والأنقاض.
وفي مدينة كوناس الليتوانية، تقول الطبيبة سيمونا نيليوبزيين، إنها بذلت جهدا في الآونة الأخيرة حتى تستطيع التركيز وهي تقوم بعملها لمعالجة المرضى.
وتقول الطبيبة إن الأخبار القادمة من أوكرانيا أضحت تباغت تفكيرها، عندما تستلقي في السرير، ليلا، حتى تنام وتأخذ قسطا من الراحة.
وتتابع سيمونا التي تعمل طبيبة عامة “لم يسبق أن عانيت القلق من قبل، لكن بعد أسبوع من حرب أوكرانيا، بدأت أفكر في أخذ حبوب منومة، فيما كنت أصفها للمرضى الذين يأتون عندي”.
لكن سيمونا ليست حالة معزولة، فالكثيرون في منطقة شرق أوروبا يشعرون أنهم معنيون بالحرب الدائرة في أوكرانيا، منذ بدء العمليات العسكرية الروسية في 24 فبراير الماضي.
ولم تمتد نيران الحرب حتى الآن إلى البلدان المجاورة لأوكرانيا، لكن كثيرين يقولون إنهم وضعوا خططا استباقية تحسبا لما يمكن أن يقع مستقبلا.
ويشتكي الكثيرون من عدم القدرة على غض الطرف عما يجري، ويقولون إنهم حريصون على متابعة الأخبار لحظة بلحظة.
وتغص دول أوروبا الشرقية بعدد كبير من اللاجئين الأوكرانيين الذين هربوا إلى الخارج، أملا في حياة أكثر أمنا.
ويخشى سكان بعض الدول في شرق أوروبا، أن تمتد الحرب إلى بلدانهم، وهو الأمر الذي قد يضطرهم إلى النزوح واللجوء، على غرار ما حصل للأوكرانيين.
“أزمة وجودية”
وكتبت صحيفة “نيويورك تايمز”، أنه بناء على مقابلات مع عدد من موظفي الصحة والمرضى في دول بشرق أوروبا، فإن هناك ارتفاعا ملحوظا في القلق العميق، إلى جانب تزايد الاستعانة بالحبوب المنومة.
وتشرح الباحثة في علم النفس ببودابست، سارة كوزيغ، أن هناك “أزمة وجودية جديدة في الوقت الحالي”، وهذا الأمر له تأثير بيولوجي، لأن نوم الإنسان يتأثر عندما يكون في حالة انتباه طيلة الوقت.
وفي العاصمة البولندية وارسو، تقول كاتارزينا سكورزينسكا، وهي مصممة أزياء في الرابعة والثلاثين من العمر، إنها تستيقظ على الساعة الرابعة صباحا، وسط حالة من الاضطراب.