التخطي إلى المحتوى

قال الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب إن مشكلة الشرق الأوسط أسهل للحل وللتعامل معها مقارنة بما يحدث بين روسيا وأوكرانيا، رغم أنها أكثر تعقيداً، فيما لم يستبعد إمكانية وقوع حرب مع إيران، التي تتهمها أجهزة الأمن الأميركية بالتخطيط لاغتياله.

وأضاف ترمب في مقابلة مع مجلة “تايم”، التي اختارته “شخصية العام”، أن “الأمور تسير بشكل مثمر للغاية في الشرق الأوسط بينما نتحدث هنا”، لافتاً إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو “يثق به”، فيما لم يحدد ما إذا كان أعطاه ضمانات لإنهاء الحرب في غزة.

وقال ترمب: “نتنياهو يثق بي، وأعتقد أنه يعرف أنني أريد أن تنتهي هذه الحرب، أريد أن ينتهي كل شيء، لا أريد أن يُقتل الناس، من أي جانب، وهذا يشمل روسيا وأوكرانيا، والفلسطينيين والإسرائيليين، وكل الكيانات المختلفة الموجودة في الشرق الأوسط، لا أريد أن يُقتل الناس”.

ولكن عندما سُئل الرئيس الأميركي المنتخب إن كان يثق في نتنياهو، فأجاب: “أنا لا أثق في أحد”.

وطرح ترمب خلال ولايته الأولى خطة سميت بـ”صفقة القرن”، والتي سعى من خلالها إلى حل الدولتين، الفلسطينية والإسرائيلية، ولكنها شملت اقتطاع مساحات كبيرة من الأراضي الفلسطينية المحتلة لصالح إسرائيل.

وسألت المجلة ترمب إن كان لا يزال مؤيداً لهذه الصفقة، التي طرحها في ولايته الأولى، وأجاب أنه “مؤيد لخطة للسلام، والتي يمكنها اتخاذ أشكال مختلفة”.

وأضاف: “أنا مؤيد لأي حل يمكننا أن نتخذه لتحقيق السلام، وهناك أفكار أخرى غير حل الدولتين، ولكنني أؤيد أي حل ضروري لتحقيق السلام الدائم، ولا يجوز أن يستمر الوضع على هذا النحو، حيث نشهد مأساة كل خمس سنوات”، مؤكداً أن “هناك بدائل أخرى”.

وتساءلت المجلة إن كان ترمب يؤيد الآن ضم إسرائيل لأراضي الضفة الغربية، خصوصاً أنه اختار مايك هاكابي سفيراً للولايات المتحدة إلى إسرائيل، وهو شخصية مؤيدة بقوة لحركة الاستيطان في الأراضي الفلسطينية. وقال ترمب إن “كل ما أريده هو اتفاق يضمن السلام ويوقف القتل”.

الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب رفقة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (يسار) يلقي كلمة في النصب التذكاري للهولوكوست في القدس. 23 مايو 2017 – Reuters
الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب رفقة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (يسار) يلقي كلمة في النصب التذكاري للهولوكوست في القدس. 23 مايو 2017 – Reuters
ولفت ترمب إلى أنه أوقف نتنياهو خلال ولايته الأولى عن ضم الضفة الغربية، ولكنه قال في المقابلة: “سنرى ما سيحدث، لقد أوقفته في السابق، ولكن سنرى ما سيحدث”.

وعندما أصرت “تايم” مرة أخرى على معرفة رأيه في إمكانية السماح لإسرائيل بضم الضفة الغربية، تجنب ترمب مرة أخرى الجواب بشكل مباشر، وقال إن “كل ما أريده هو السلام الدائم، سلام لا يشهد هجوماً، مثل السابع من أكتوبر، كل 3 سنوات”، معتبراً أن “هناك طرق عديدة لتحقيق ذلك، إذ يمكن تحقيقها من خلال حل الدولتين، ولكن هناك طرق عديدة أخرى لتحقيق ذلك.. أود أن أرى الجميع سعداء، وأن يمارس الجميع حياتهم، وأن يتوقف الناس عن الموت”.

ووصف ترمب هجوم السابع من أكتوبر بـ”اليوم الرهيب للغاية”، وزعم أن الناس “نسوا ما حدث”، كما تحدث عن المحتجزين الإسرائيليين لدى حركة “حماس” في غزة، متوقعاً أن يكونوا ميتين الآن.
يتطلع بعض المدافعين عن بناء المستوطنات في الضفة الغربية المحتلة إلى الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب لتحقيق حلم فرض السيادة على المنطقة.

الحرب مع إيران.. “كل شيء ممكن”
وقال ترمب خلال مقابلته مع “تايم” إن العالم يشهد حالياً “مشاكل هائلة” لم يشهدها خلال ولايته الأولى، مكرراً مرة أخرى تصريحاته السابقة التي زعم فيها أن إيران “لم تكن تشكل تهديداً كبيراً” خلال فترته الأولى، وأنه “لم يكن لديها الأموال، لم تكن تعطي المال لحماس ولحزب الله”.

وبشأن احتمالات خوض حرب مع إيران، بعدما قال مكتب التحقيقات الفدرالي (FBI) إن طهران خططت لاغتياله، قال ترمب إن “أي شيء يمكن أن يحدث”، ووصف الوضع بـ”المتقلب للغاية”.

ولكنه أكد أن الأحداث “الأخطر” في الوقت الحالي، هي “حين قرر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، بموافقة من الرئيس الأميركي جو بايدن، البدء بإطلاق الصواريخ في العمق الروسي”، معتبراً أن “هذا تصعيد كبير، وقرار أحمق”.

ونفى ترمب علمه بلقاء الملياردير إيلون ماسك، الذي عينه على رأس وزارة الكفائة الحكومية، بمسؤولين إيرانيين، مؤكداً أنه لم يخبره بذلك